رأي/ كرونيك

خالد البكاري يكتب: سبعة ملاحظات على مداخلة عبد الاله بنكيران

ملاحظات سريعة على كلمة عبد الاله بنكيران، رئيس الخكومة السابق، التي ألقاها اليوم أمام شبيبة حزبه العدالة والتنمية:
1- الحضور الجسدي والذهني والنفسي للرجل يعطي انطباعا بأنه محبط،يحس بالضعف، ومن خلال رسائلة المشفرة يتضح أنه محبط من إخوانه في القيادة أكثر من إحباطه من دائرة الملك الضيقة التي أبعدته عن رئاسة الحكومة.
2- يتضح أن القيادة المتنفذة في حركة التوحيد والإصلاح وحزب العدالة والتنمية نجحت في “قتل” الرجل تنظيميا في الحركة والحزب والنقابة وأجهزتهم، وأن الرجل لم يبق له سوى الشبيبة،، الشبيبة بدورها من حيث طريقة الإخراج المسرحي لحضور بنكيران مقارنة مع باقي القيادات تبعث رسالة: إنها مستعدة لوضع جهاز الشبيبة رهن بنكيران لو شاء الخروج من عزلته بوجهيها الاختياري والقسري.
3-ما زال بنكيران مصرا على باراديغم بناء الثقة أولا مع الملك، رغم كل المآلات، ولا يعتقد بأن الحزب في حاجة لبناء تعاقد جديد مع الملك،أو إعادة التفاوض على موقع الحزب في صناعة القرار، أي إنه ما زال مصرا على أن العلاقة مع الملك يجب أن تظل محكومة بالتعاون معه من موقع الإخلاص له مع بذل النصيحة.. هو فقط يحذر القيادة الجديدة للحزب من سلوك طريق ما سماه “التبنديق”.. وفي اعتقادي أن هذا المنهج يغلب مصلحة “الطائفة/الحزب/الحركة” على مصلحة التحول الديموقراطي بالبلد.
4- وظف المتن الديني بطريقة “رجعية”، بتأويل ينتصر للمحافظة والفقه السلطاني التقليدي، بل استغل النزوعات التقليدية العفوية للمجتمع المغربي التي هي نتاج تراكم تاريخي،وأضفى عليها مسحة دينية لدغدغة العواطف.
5-رغم كل ملاحظاتي على الحزب/الحركة وتقديرهما السياسي، فقد كنت آمل من الرجل حين كان رئيسا للحكومة أن “يحط السوارت” في محطات كثيرة،لكي يتم “دمص الكارطة” من جديدة،وإرباك الأجهزة المتحكمة،وفتح نافذة لإمكان تحول ديموقراطي مبني على تفاوضات نبيلة والتزامات واضحة، لكنه لم يفعل،، وتمنيت كذلك لو أنه تحدث بجرأة أكبر بعد “طرده”،لكنه لم يفعل،، وبالتالي فمادامت النخبة السياسية بهذا البلد غارقة في الحذر والاحتياط والمحافظة، فيصعب اعتبارها جزء من الحل.
6- لم يتحدث الرجل عن عودة الاعتقال السياسي، ولا عن تنامي الحراكات الاجتماعية، ولا عن المقاطعة، ولا عن المقاربة الأمنية، ولا عن فضائح ملف المحروقات،، هرب من كل الملفات الحارقة،، وحاول أن يبرر في الأخير أن صمته اختياري،حتى لا يتهم بالتشويش، في حين أنه اليوم أكثر تحررا من أي التزامات.
7- في اعتقادي،كانت هذه واحدة من أضعف خرجات الرجل، بدا لي تائها شاردا محبطا.
ملحوظة: أورد بنكيران قصته مع صاحب الحمار الذي كان يجر عربة في عقبة، وكيف كان يحاول جاهدا جر الحمار والعربة دون جدوى، حتى مر بنكيران بسيارته،فنزل منها،ودفع العربة من الوراء وصاحب الحمار يجرها من أمام، فتحرك الحمار والعربة وحل المشكل،ليعود بنكيران لسيارته بكل هدوء،ويحتسب أجره عند الله،، السؤال: هل شكره صاحب الحمار والعربة جراء تخليصه من ورطته؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى