رأي/ كرونيك

عن ” المدرسة البوعبيدية ” واليسار اليوم…

حميد باجو

في تعليقات سابقة…كان اعتبرني أحد الأصدقاء … أني متأثر… بما سماه … المدرسة البوعبيدية في السياسة…
وهو ما لا أنكره…. بل إني افتخر بالانتماء سابقا إلى هذه المدرسة واستفادتتي منها كثيرا….
لكن ماذا نقصد بالمدرسة البوعبيدية..؟
لهذا الغرض… يجب أن نذكر… بمختلف المدارس أو الباراديغمات التي حكمت الممارسة السياسية لليسار أو للقوى التقدمية في العصر الحديث….
إن كانت هناك أولا … مدرسة او باراديغم المقاومة المسلحة لمواجهة المستعمر… والتي انتهى عهدها كما هو معروف بهزيمة عبد الكريم،
ثم إن كانت ثانيا مدرسة الحركة الوطنية…. التي كان محركها.. هو تحقيق استقلال البلاد بالتعاون والتوافق مع القصر…. وهي المدرسة التي استنفذت مهامها… مع تحقيق الاستقلال ووفاة محمد الخامس…
ثم جاءت ثالثا… المدرسة الاتحادية…. التي رفعت في مرحلتها الأولى….شعار بناء الدولة الوطنية الحديثة في الستينات….
ثم في المرحلة الثانية… شعار أو إستراتجية النضال الديمقراطي في السبعينات… أي بناء تلك الدولة الحديثة… عبر إدماج مطلبي الديمقراطية و الاشتراكية ..
وبجانبه كانت هناك أيضا…. ما نسميه مدرسة اليسار الجديد او السبعيني…
وبالنسبة للحركة الاتحادية لتلك المرحلة … ذلك ما قد نطلق عليه حقا…. اسم المدرسة البوعبيدية…
غير أن هذه المدرسة هي قد استنفذت هي أيضا إمكانياتها مع حكومة التناوب…. ولم يعد لها ما تفيد به اليسار اليوم….
(وللإشارة… إن كان ذلك هو هدفنا بعد فشل حكومة اليوسفي… حين أطلقنا محاولة تيار جديد … الاشتراكيون الجدد من داخل الحزب ….. الذي اجهض في مهده…. اي محاولة البحث عن باراديغم سياسي جديد للاتحاديين… بدل باراديغم استراتيجية النضال الديمقراطي..)
لكن اليوم…. وبعد استنفاذ المشروع البوعبيدي أو مشروع اليسار السبعيني…. هل استطاع اليسار…أن يبلور باراديغما جديدا يؤطر نضالاته…. أم هو لا يزال يراوح في مكانه… أو في مرحلة مخاض…؟
ذلك ما لم يتحقق في اعتقادنا لحد الآن….. ولا يزال هذا اليسار يعيش على بعض الشعارات القديمة المجتزئة من سياقها النظري العام… من مثل الملكية البرلمانية…. و محاربة الفساد وإقرار عدالة اجتماعية…. بدون مشروع أو تصور سياسي متكامل…
وما نحاول نحن ان نبحث فيه من خلال نقد بعض طروحات هئا اليسار وتفكيكها….
وان كنا نسجل نقطتي ضوء في مساره خلال السنوات الأخيرة…. دوره في إطلاق حركة 20 فبراير من جهة… وتوجه بعض مكوناته للاندماج من خلال تجربة فيدرالية اليسار…. من جهة ثانية….
وهي التجربة…. التي أجد نفسي فيها حاليا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى