ذاكرة

كتاب هكذا تكلم بنسعيد.. النص الوحيد الذي يحضر فيه كسارد بضمير المتكلم

صدر عن منشورات مركز بنسعيد آيت إيدر كتابا يحمل اسم “هكذا تكلم محمد بنسعيد…”، تتضمن سيرة ذاتية اعتبرتها مقدمة الكتاب، الذي يمثل الإصدار جزءه الأول، هو أول نص، بل يقول نص التقديم، هو “النص الوحيد الذي يحضر فيه الأستاذ  محمد بنسعيد كسارد بضمير المتكلم، حيث الموضوع هو ذات الكاتب السارد نفسها، وحياتها وكفاحها… وحيث تخرج لغة السرد عن حدود الوظيفة المرجعية التي تطغى عادة عند الحديث عن الموضوعات الخارجية، أحداثا ووقائع وتواريخ، لتفتح هوامش معقولة للذات تعبر فيها عن أفكارها هي ، وعن حالاتها ومشاعرها هي، إزاء تلك الموضوعات…”.

الكتاب الوثيقة، الذي قدم له عبدالرحمن زكري ، ليس سيرة ذاتية عادية، أو ليس سيرة ذاتية كما ورد في نص التقديم نمطية مسكونة كما العادة بخصوصية أسباب نزولها، حد تصبح هي نفسها غاية الغايات، أو تكون غادة، تتعلق بقطيعة “ما تفرض نفسها من الخارج على مسار حياة كاتبها”، أسباب نزول الكتاب، كما هو وارد في نص تقديمه، “سيرة”، الاستاذ محمد بنسعيد، لا تندرج “البتة في هذه الخانة، بل هي على العكس تماما، تتقدم كاستمرارية أصيلة قاعدتها حصانة وانسجام مع الذات لا تكسرها عاصفة ولا يلينه وهم أو هوى، فالرجل، أطال الله في عمره ومنحه دوام الصحة والعافية ودوام هذه القدرة الاستثنائية فيه على العطاء بدون حساب، وهو الذي عاش عهودا تعاقب فيها ثلاثة ملوك لكل منهم أسلوبه، ما كان ليخرج من ديناميكية تضيق وتنغلق إلا لفتح ديناميكيات أخرى أكثر رحابة وتلاؤما دائما لبلد محكوم فوق ذلك بحجز ذاتي خاص أشبه ما يكون باللعنة. حجز تتضاعف وتتظافر فيه القوى من كل نوع ومن كل موقع، ولا يتوقف فيه للأسف- في ما وراء كل طلاءات وبهرجة مظاهر التقدم المعروضة في الواجهة- تيار التراجعات الجارفة وحتى الانهيارات”.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى