رأي/ كرونيك

ما وراء حل جذور

محمد سموني

في الخمس سنوات الأخيرة، جالت جذور جل ربوع هذا الوطن، وصلت لأماكن يكاد المستقر بين الرباط والدار البيضاء أن يسمع بها، أقا، بيوكرى، تنغير، أزرو، طنطان… وغيرها من المدن والقرى التي التقت فيها جذور مع شباب واعٍ، يًفكر، لا ينتظر سوى الاهتمام لآرائه وكذلك معرفة طريقة ما للمُساهمة في تنمية بلده حيث يعيش. شباب يرى الألم يتسلل لكل تفاصيل حياته اليومية، كيف ينتقل الأطفال الصغار من قرى، لا يمكن وصفها بغير أنها تعيش انتكاسة حقيقية، إلى المدرسة في ظل غياب أي وسيلة لذلك. قرى كان فيها خيرة شباب هذا الوطن لا يطلب سوى العيش بكرامة وبدون “حكرة”.

جذور اشتغلت، صادقة، على منح هؤلاء الشباب طريقة للترافع أمام المجالس المنتخبة على المستوى المحلي، تساعد هذه الساكنة على التغيير لعيشٍ أفضل، على محاسبة مدبّر الشأن المحلي، في أماكن يقوم “شناقة” الانتخابات بالاتجار بأبناء هذه القرى، وتحويلهم إلى أصوات انتخابية لا غير. حملت جذور آمل التغيير من أجل بناء الوطن، لكن للإدارة رأي وتأويل آخر، يجب على هذه الجمعية أن تكيل بمكيالين، أن تشتغل على ربط المسؤولية بالمحاسبة وتشجيع ثقافة المواطنة وإبداء الرأي لكن فقط على المستوى الأفقي، لحظة ما تعمّم هذه “الحرية” وتسمح باستضافة برنامج في مقرها يطرح النقاش المجتمعي، والذي لا يمكن أن يخلو من تحليل سياسي للوضع، بشكل مختلف وغير مُصطنع، فذلك يستوجب في رأيها الحل والتضييق…

جذور كبرت بعدد من الشباب الذي استفاد من برامجها وتداريبها، وكذلك بعدد من الفنانين الذين عاشوا تجارب مهنية وإنسانية معها، فالحل القضائي اليوم، ليس قتل قانوني لجمعية تمثل رقما من رقم الجمعيات الكبير التي لا نجد لها نشاطاً سوى على الأوراق، بل هو قتل لروح آمنت بالتغيير المُجتمعي وحاولت أن تكون فاعلة فيه.

رفقا بهذا الوطن وأحذوا من قتل الأمل…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى