ميديا و أونلاين

“الإندبندنت” البريطانية:تغييرات جوهرية حدثت مابين الربيع العربي ل2011 و ربيع 2019

ذكر الكاتب البريطاني بارتيك كوكبرن، أن ثورات الربيع العربي التي اجتاحت العديد من الدول العربية، مكنت قادتها ومتزعميها من التعلم منها، وأضاف أن هناك موجتين سياسيتين كل واحدة منها تتميز بمميزات خاصة تجتاحان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، الموجة الأولى هي احتجاجات الشعوب ضد قادة الأنظمة العسكرية والتي تمكنت مع انطلاقة الربيع العربي من إسقاطهم، في حين تتميز الموجة الثانية بأن تناهض هذا المسعى وتظهر “سعي الديكتاتوريين إلى احتكار السلطة عن طريق قتل المعارضين الذين يريدون الحرية الشخصية والوطنية، أو سجنهم أو تخويفهم”.

وأضاف الكاتب البريطاني في مقالة نشرت حديثا في صحيفة “الإندبندنت” البريطانية، قائلا: لقد تمكن الثوار من طرد طغاة تمكنوا من البقاء في السلطة لعقود في السودان وفي الجزائر، هكذا ومن خلال 16 أسبوعا من الاحتجاجات رحل عمر البشير، وبالرغم من ذلك مازال الثوار السودانيين يحتجون ويطالبون بإسقاط الحكم العسكري، وإحلال حكم مدني ديمقراطي، مصرين على البقاء في الشارع حتى تحقيق مطلبهم.

يؤكد الكاتب نفسه، أن الثوار يعون اليوم جيدا دروس ثورات 2011، ويعون جيدا الدرس المصري، إذا في مصر جرى الإطاحة بحسني مبارك، لكن العسكر عاد بعد أن استطاع الإطاحة بالرئيس محمد مرسي، وها هو يضيف الكاتب، المشير عبد الفتاح السيسي يجري استفتاء على تعديلات دستورية تبقيه في الحكم حتى عام 2030.

تظهر تجربة الجزائر يشير  الكاتب البريطاني بارتيك كوكبرن، أنه حتى بوجود حالة احترام للتقاليد الديمقراطية، فإنها مع ذلك تأتي بنتائج عكسية تماما، في فبراير أعلن بوتفليقة ترشحه لولاية خامسة، قوبلت باحتقار من الشارع الجزائري، الذي انتفض مطالبا بإسقاط العهدة الخامسة، غير أن الذي حدث يشير الكاتب البريطاني، كان بمثابة تغييرات شكلية، تغييرات قادها بن صالح أحد داعمي بوتفيلقة، وهو ما رفضه الشارع الجزائري، المصر على الاستمرار في التظاهر حتى رحيل كل رموز النظام السابق,

يؤكد الكاتب أننا اليوم أمام حالة يصبح فيها تحليلات المتشائمين في غير محلها، مثلما كانت تفاؤلات المتفائلين في 2011 في غير محلها، يقول: كوكبرن إن تشاؤم البعض هذه المرة ربما سيكون في غير محله، تماماً كما فعل المتفائلون قبل ثماني سنوات عندما انطلقت ثورات الربيع العربي، ففي السودان لا نسمع هتافات “الجيش والشعب يد واحدة”، كما كانت في القاهرة عام 2011، فقد أدركت الشعوب العربية أن جيوشها “كيانات طفيلية” و”ديدان منتفخة” تعيش على جسد بقية السكان.

وفي الأخير، يخلص الكاتب، إلى التأكيد أن من مصلحة الجماهير في السودان والجزائر إبقاء معارضتهم واحتجاجاتهم سلمية مهما كان الاستفزاز، فعسكرة أزمة كهذه تصب دائماً في مصلحة الأقوى، موضحا أن بروز الجهاديين في ثورات الربيع العربي عام 2011 كان  بمثابة أحسن  هدية  قدمت للأنظمة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى