رأي/ كرونيك

الرسالة وصلت… هناك نوع من الصحافيين يجب أن ينسحب 

شاركت يوم السبت في لقاء نظمه اتحاد العمل النسائي حول الحقوق الإنسانية للنساء في الخطة الوطنية لحقوق الإنسان والديمقراطية بعرض حول المرأة في الإعلام، وكان اللقاء مهما عرض خلاله ممثل وزارة الدولة المكلفة بحقوق الإنسان الخطوط العريضة للخطة كما تم تحيينها والإجراءات التي تروم إدخالها إلى حيز التنفيذ، ورأي اتحاد العمل النسائي فيما يتعلق ببنودها المخصصة للنوع والمرأة، وخلاصة بحث رفيع أنجزته الأستاذة السعودي.

كما عرف اللقاء تدخلات مهمة لشابات صحفيات ولصحفيين انصبت على الموضوع، ومنها تدخلات عبرت عن الاختلاف مع الرأي الذي عبرت عنه والذي يمكن اختصاره في أن الإعلام المغربي، والسمعي البصري على الخصوص، لم يكن دائما سلبيا تجاه المرأة، بل إنه قدم نماذج للنساء تساير الطلب على الحداثة في المرحلة التالية للاستقلال، واستشهدت بالصحفيات والمذيعات اللائي بصمن مرحلة، وأشرت إلى أن الدولة نفسها، وبغض النظر عما طبعها، سارت على سبيل تكريس نموذج الأميرة عائشة كما قدمه الملك الراحل محمد الخاامس في طنجة سنة 1947، وأن النخب المغربية تصدت مبكرا لمحاولة أسلمة القانون والدولة في بداية الاستقلال، حيث تم تجاوز اللجنة المحدثة لوضع قوانين مرحلة الاستقلال بمجرد الانتهاء من وضع مدونة الأحوال الشخصية وتم الاتجاه إلى تبني القانون الوضعي بداية بقوانين الحريات العامة وقانون المسطرة الجنائية، وانتقلت بعد ذلك إلى مناقشة تأنيث المشهد الإعلامي في السنوات الأخيرة وتبوأ صحفيات لمسؤوليات أساسية في الإعلام المغربي عامة، مسجلا أن هذا المكسب يجب أن يجد أثره في خدمة تطوير صورة المرأة في الإعلام عبر تقديم نماذج متقدمة، لأن البشر يفكر بالنماذج ويقلدها، ومن أجل التصدي للردة التي عرفتها مرحلة صعود التيار الإسلاموي في المجتمع.

قبل ذلك كنت قد قدمت للحضور الظروف التي وضعت فيها الخطة الوطنية لحقوق الإنسان والديمقراطية وكيف عملت حكومة بنكيران على إقبارها بعدما كان الإسلاميون متوجسين منها أصلا، وكيف تغير رأيهم اليوم.

من المفارقات أن شخصا من إذاعة خاصة ليست علاقة مع الإسلاميين، كان له تدخل ركز على نقطة وحيدة، لماذا لم تستدعوا رجال الصحافة للمشاركة بعرض مشيرا بالغمز الواضح أنني لست من الجسم الصحفي.

فهمت الإشارة التي التقطتها من قبل: أخرج. هي إشارة بالغمزة كما يقال وبعدها الدبزة كما يقال أيضا. هنااك نوع من الصحفيين يجب أن ينسحب.

بوعشرين جاء دوره بعد أنوزلا وبعد بوبكر الجامعي وعلي عمار، وبعدي وبعد غيري. والمجلس الوطني للصحافة برئاسة يونس مجاهد، بقتاليته المعروفة ضد كل من يختلف معه قليلا أو كثيرا، مطلوب منه فيما يبدو القيام بإخراج كل من يريدون خروجهم. والقرارات التي اتخذها البقالي في حق بعض الزملاء مؤخرا، رغم أنه بات فاقدا للصفة وفي وضعية تنافي، جزء من كل. الرسالة وصلت. وعدا التاريخ المهني أيها السادة، فإنني لم أتطفل على المهنة بل ولجتها من باب الاختيار والتكوين التخصصي عكس البعض الذي يريد التشطيب على الصحفيين المختلفين ومحو الذاكرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى