دابا tvذاكرة

ذاكرة: الحي المحمدي …أيام الزمن الجميل -فيديو- آش طرا يا سانطرا

بقلم محمد فايح

الحلقة الثالثة

“دابا بريس” تنبش في ماضي الحي المحمدي، تستحضر أسماء وأمكنة في زمن جميل، ولى… حلقات، تقدمها “جابا بريس” بعبق التاريخ، واستحضار لحظات هاربة بحنين بفرح وألم الحي المحمدي.

الحي المحمدي !! كل شيء في الحي المحمدي..التاريخ… الفن الرياضة… والبساطة… بكل تجلياتها..

 

 تيران الطاس….

تلج زنقة العربي الزاولي وزنقة التهامي الجمرقان. أسماء لها دلالة في الرياضة والمسرحّ .  تبحث عن دار الشهداء …هكذا يحلو لك أن تسميها ..فتجدها صامدة ضد مسخ الذاكرة  فتقرأ لافتة كتب عليها (مركز تأهيل المعاقين والتكوين المهني ) بخطوات قليلة ترتمي في مقهى الطاس  يسبقك نظرك وأسئلة تتناسل ثم تتزاحم في رأسك… في المقهى يسيطر عليك شعور آخر.. فتدري بأن الفضاء لازال يحتفظ بقوته رغم الإهمال والرتوشات …..  ينتظر النادل منك سؤالا.. أو طلبا ..تقف لدقائق وتنصرف بحزنك الى قاعة تابعة لدار الشباب بروعة هندستها هي الأخرى تقاوم…القاعة التي احتضنت أنشطة كثيرا وتحولت إلى مقر للأعمال الاجتماعية لموظفي مقاطعة الحي المحمدي  ها هي تنال حظها من الإهمال والنسيان …..

لسبيطار السعادة فضل عليك وعلى أقرانك نقطة استطاعت أن تحارب مرض السل  القاتل الذي يتربص بالعديدين من الدار البيضاء  …مع اطباء من جنسيات مختلفة وممرضات وممرضين يحضرك أسم  علال …والمكي  وبا عبد القادر الحارس … بعشق للمهنة ورسالتها النبيلة الدكتور الحلو المتخصص في المجال  كان يحث مريضه على تتبع العلاج دون انقطاع وكم انتشل من مريض من أنياب السل الفتاك ..من ينسى الممرض الأسمر الذي يستقبل المرضى بابتسامة جميلة  وهو في خدمة المرضى وقضاياهم ….

سبيطار سعادة كان وجهتك كلما عجزت عن مقاومة ألم الأضراس المسوسة  …كم كنت مسرورا فتستمتع بفترة قصيرة، وأنت طفل تنتظر والدتك دورها في زيارة طبيب …أو أخد حصة من الدواء المتاح في صيدلية السبيطار ….تتجول وتلهو في بقعة محط نزاع بين وزارتي الصحة والشبيبة والرياضة حسب روايات عديدة  …أما صورة الفرنسية/ الكاورية  المولدة المشهورة  التي تتنقل الى مدرستكم  ..كلما رأيناها  نعلم أنه حان موعد التلقيح /الجلبة  وبومادا /مرهم العينين .

لم يكن سبيطار السعادة وجهة المرضى فقط، بل يذكرك حسن فتاش بأسلوبه الساخر  بالمرأة المسنة التي أراد زوجها أن يدخل عليها الضرة فهددته بان تمشي له لدار المخزن… فتوجهت صوب سبيطار سعادة لتقديم شكاية بزوجها الذي أراد أن يتزوج عليها …من هناك  تتذكر عمي الذي كان يصطحب أبناء الجيران الى مؤسستهم  المعروف بالنقل المدرسي مشيا على الأقدام (فطحة) عكس أبناء بعض الميسورين .

دار ولاد الشهداء…..

دار ولاد الشهداء  كانت تحتضن اليتامى والمتخلى عنهم  قبل أن تتحول الى مركز اجتماعي لرعاية المشلولين  ثم مركز لتأهيل المعاقين والتكوين لمهني  تتذكر هبتها وانت تمر من أمامها كل يوم تسرح بنظراتك المشحونة بالحزن والحنين ..وراء البوابة الرئيسية لتستمتع بفضاء مغر بجماليته  دارولاد الشهداء المطلة على كريان الرحبة الذي أنجب أسماء في مجالات عدة تذكر محمد مفتاح الذي خلق كما قلت ليكون فنانا  …. محمد مفتاح الفنان أو ولد لفهيه عبد السلام  كما تسمونه انت وجيلك وتترحم على والدتة مفتاح التي قتلت وهي حامل لما سمعت أصوات الاحتجاجات و اعتقدت أن الملك رجع من المنفى فحملت العلم الوطني وخرجت من البراكة وهي تزغرد  وتهتف ….يحيا الوطن ..عاش الملك  فكانت هدفا لرصاص الكوم فاستشهدت…يذكركم دكتور كوزا بلجان متخصصة  بعد خروج الاستعمار  مقرها الاتحاد المغربي للشغل  بعمارة الديوانة هذه الللجان أسندت لها مهام  حل المشاكل والتسيير في الشؤون الأمن والعدل والبصحة وغيرها..

كريان الرحبة والشريط الممتد من قيسارية الحي الى درب مولاي الشريف، بفضاءات مفتوحة لها في الذاكرة حضور قوي يحرك فيك رغبة التجوال في أزقته المحاطة بجمال لا تراه، إلا أنت أو إحساس رهيب يحاصرك ….لا حزن ولا فرح ..  تذكر فتوحات ولاد الدرب في الشابو والسكليرا  وسكة القطار الذي افتقدتم سماع صوته  من درب البنانيو كاسطور والكدية والتقدم..هناك قمتم بنزهات الربيع في عطلة 15  يوم والتخيام في شاطئ النحلة فكان (قرد من العدس واللوبيا )يكفي وقليل من (القديد) يكفي  كلما حل عيد الكبير في فصل الصيف . ناهيك عن المنافسة في السباحة بطرق مختلفة محذرين  بعضهم من صفعة / قابا/ الميتناجور بشاطئ السعادة   صاحب القامة الطويلة  تتذكر لغة الفخر والتباهي والاعتزاز التي كان يتكلمه صاحبكم وهو مصر على العبور الى الصخرة المعلومة قرب القادوس بعومة الميت أو المسن أو دراع بتبان من مخطط بال…. .

ثانوية البرد….

تسترجع  مع ولاد الدرب خروج التلميذات من ثانوية عقبة بن نافع المعروفة بالبرد،  وتطنب في شرح هذا الاسم لأصدقائك  أن البرد تعني   بورد بالإنجليزية وتستغرب كيف تحول الاقتصاد إلى جغرافيا  وهو برنامج مساعدة البنك الدولي ..كل ما يهمكم هو معاكسة التلميذات بنات الليسي…  تتذكر حكاية الصديق الذي نقل رسالة غرامية حرفيا  من كتاب  اشتراه من أحد بائعي الكتب المستعملة، ويرجح أنه بالرحناني بكريان الرحبة،  فترصد إحدى التلميذات ليسلمها الرسالة واضعا اسمها مكان اسم أجنبي،  ومن سوء حظكما أقدمتما على اختيار نفس الرسالة  ولم تغيرا سوى الاسم فا نفضح أمركما  ” وطاحت ليكم في الطاس ”  ثانوية عقبة التي تستقبل تلاميذ معلمة تارخية حاضرة في زمان ومكان الحي المحمدي  إعدادية المستقبل بالإضافة الى تلاميذ من مدن أخرى نظرا لتوفر عقبة على داخلية  وكانت أيضا تحقق أعلى نسبة في النجاح بالباكلوريا … يذكركم أحد الفاعلين الجمعويين بأن الثانوية كانت معقل للفكر التقدمي بامتياز فترة الزخم التلاميذي .

من عقبة أيام الدراسة إلى فضاءات أخرى تلتقون فيها كدار الشباب التي كان يغلب عليها الطابع الرياضي في بداية الأمر والتخييم باعتبارها  مؤسسة تسهر وطنيا على تأطير المخيمات وحركة الكشفية،  إلى أن حلت بها فروع  جمعيات وطنية كالمواهب والطفولة الشعبية والشعلة والانطلاقة، مع أسماء عديدة كموجيبي والعرافي و الفارسي  والرامي وعبد المقصود الراشدي والسطاتي باجاخ رجل الباسكيت الطويل القامة الأسمر اللون رحمه الله وآخرون …

البغلة ولادت…

للمسرح رجالاته بدار الشباب  فبوجميع تجد بصمته وبصمة الكرس مع الشعاب 05 ، التي كان يشغل رئيسها الشرفي الشاعر عبد الله راجع وحسن بن واشين الذي أنجبت البغلة في إحدى مسرحياته ودون نسيان الخطيب وأصخوروبوفطايم وكسرى ….وأخرون. هذه الدار التي أنجبت في السنيما أيضا المخرجان السنيمائيان مستقيم ومفتكير محمد .. تستحضرون كلكم أيام  الأمسيات الشعرية وما منع منها بعد حضور شعراء من مدن كثيرة  والعروض المسرحية بإمكانيات بسيطة وجودة عالية في الإبداع  لخميسيات جمعية الانطلاقة في نفسك شيء من حتى .. تذكر ترجلك من سيدي مومن الى دار الشباب الحي المحمدي لتحضر احتفاء ببوزفور أو الزجل وأطفال الجمعية يستقبلونك بالشمع والورد  وأغاني مارسيل خليفة وأحمد قعبور وفرقة العاشقين الفلسطنية،  تتحسر كما قال  الزجال مثنى جمعية الانطلاقة طبعات المكان والزمان  قبل أن يقرأ عليكم قصيدة من ديوانه .. شي لعيبات

عزيز محمد بنسعد – آش طرا يا سانطرا – من ديوان :” لمداد ليل والمعنى كمرة “

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى