دابا tvذاكرة

ذاكرة: الحي المحمدي … أيام الزمن الجميل “مشاهبيوغيواني..” (فيديو)

بقلم محمد فايح

‏الحلقة الثانية

“دابا بريس” تنبش في ماضي الحي المحمدي، تستحضر أسماء وأمكنة في زمن جميل، ولى… حلقات، تقدمها “جابا بريس” بعبق التاريخ، واستحضار لحظات هاربة بحنين بفرح وألم الحي المحمدي.

الحي المحمدي !! كل شيء في الحي المحمدي..التاريخ… الفن الرياضة… والبساطة… بكل تجلياتها..

*مشاهبيوغيواني….

….بعد تناولك لنصف خبزة الصوصيط بالبصل المفروم  هناك من يدلك من الشبان على رشيد باطما  في القهيوة بسرعة البرق  قصدته استقبلك بابسامة جميلة شممت حتما رائحة العربي وسمحمد وغيرهما يحدثك عن مسقط الرأس وهذا المكان بالذات لا يضاهيه مكان في أرجاء العالم هو جزء مني وأنا جزء منه أتنفس هواءه، لكي لا أصاب بالإختناق في أرقى الأحياء …

يذكرك بأن السينما السعادة كانت بالنسبة له  المدرسة التي تعلم فيها الموسيقى،  ويخلص الى أن ظروفا كثيرة عجلت بإغلاق القاعة وهو يتحسر على هذه المعلمة التي تستحق الإهتمام كجزء من ثراث الحي والوطن. .

https://www.youtube.com/watch?v=dvSyySwyS1I

ينفض رشيد قشور الزريعة ويأخدك معه الى حانوت صالح الخياط  أو خياط الغيوان بوضع خطوتك الأولى تكتشف فضاء غير عاد ولما تلج الباب الثاني يفضي بك الى عالم الغيوان والمشاهب تصاب بالدهشة  بسبب احتفاظ المكان على ملامحه، فيقول رشيد نصر على ألا يغر أي شيْ هنا ففي هذا المكان كان يجلس بوجميع والعربي  وفنانين عالمين وزيد وزيد ..ويا ما تلحنات من أغان هنا  البوصطيرات وصور الغيوان شاهدة على أيام ولحظات تقاوم رغبة البكاء…..هكذا أولاد الحي منهم الغيواني والمشاهبي…والمسناوي وكلهم يجمعهم حب المجموعات التي بصمت تاريخ المغرب بعد ظهورها في زمن استولت الاغنية الشرقي على ذوق الناس….

من وراء شباك السعادة  كان تبدو في بهو القاعة القتامة والظلمة والإهمال تعرج نحو مقهى السنيما تستقبلك مجموعة ناس الغوان وراء الكونطوار في البوصطيرتين بدقة في الرسم وتجول بنظراتك في هذا الفضاء  الذي لازال يحمل دفئ من زمن مضى يقاوم بكل عنفوان  فتصادف الكثيرين ممن تكاد تنساهم في زحمة الحياة.

*دا علي… و بايا

.. فتستحضر بمعية  م.المرضي وآخرون  من تحضركم صورة دا علي المسؤول عن تسليم تذاكر الدخول وبايا  وهو يقدم لك التذكرة  هذا الأنيق جدا في مظهره فتحرص على  على انبهارك  فتمدد عبارة ” كان لباس” رغم تقدمه في السن  بشهادة الجميع  تدعو له بالرحمة والمغفرةهو والبهجة  وأحمد الركل …

هي رحلة في الماضي  يعود بكم  باصطوف الى  الطريف مما كان يحصل  أمام سنيما السعادة من مهازة/ شجار فتوات السعادة التي تعتمد على قوة العضلات دون إشهار الأسلحة البيضاء والإنتقام من الذات …. والكل يتفرج  على أطوار مقابلة فيالرينغالإفتراضي دون الإقتراب ..أما والد مراد ويوسف الذي تفوهت  عدة مرات وصرخت في حلكة ظلام  القاعة بكلمة  لعور في حقه بسبب لا يدريه سوى الضالعون في إدمان مشاهدة الأفلام السنيمائية هذا الرجل المعروف هو الآخر عند ولاد السعادة ودروب الحي المحمدي بأناقته وولعه بعشق مداعبة أوتار  العوددأب على إحياء أمسياته بعزف أجمل الأغاني المغربية والشرقية كل ليلة سبت بعد الإنتهاء من العمل.

طرح السؤال عليكم في جلسة صباح يوم الاحد من أيام يناير الماضية عن اول فيلم شاهدتموه في السعادة يتذكر البشير الصبيحي بسرعته المعهودة  فيذكر فيلم باريس تحترق ويتذكرون معه  فيلم جهنم الرجال  وثمن التذكرة الذي لم يتعد 13 ريال أقل من درهم  ويسترجع الدكتور كوزا المتخصص في أمراض وجراحة العيون أحد أبناء الحي المحمدي  بدوره دخوله لأول مرة سنيما السعادة بالضبط في 1963  لمشاهدة فيلم بعنوان طريق العمل  فتعلقتم بعشق الشاشة الكبرى  وتهافتكم كأقرانكم على أفلام هندية مترجمة  واكتشفتم وجوها سنيمائية كثيرة  وتنتظرون كلما تعذر توفير ثمن تذكرة  تنتظرون خمس دقائق الأخيرة لما تفتح الأبواب وتتفرج مع أمثالك على ما تبقى أو خاتمة تساعدك على مناقشة الفيلم في راس الدرب مع أقرانك….

*الكيرمايموت

وانت في طريقك مع ولاد الحي لتشييع جنازة السوسدي  تطل من وراء زجاج نافدة السيارة فتلفت انتباه مرافقيك الى الكير بقامته الطويلة وسحنته السمراء يبكي الكير صديقه السوسديوبوجميع والمجموعات الكير الذي خلد لاسمه المرحوم بوجميع في أغنيته المشهورة والكير مايموت.

لم تفوت انت وكثيرون من أقرانك والعديد من ولاد اليوم فرصة توديع هرم من أهرامات المجموعات المشهورة  الفنانالسوسدي، كل الوجوه التي غابت عنك صادفتها اليوم في درب السوسدي  تتبادلون العزاء  ..عزاؤنا واحد  في رجل عظيم اختار البساطة في العيش  فقال كلامو وعادي فحالو …جمعكم السوسدي حي وها هو اليوم يجمعك وهو ميت …تعرف أكثر من غيرك خلوة باسوسدي في سطح بيت دارهم  القراءة والبحث والتلحين .خلوة إبداعية بامتياز…في لحظة يصر أحدهم أن يذكرك لما زرتما سمحمدباطما فطلب منكما الذهاب الى المقهى التي لم تكن سوى طابق علوي بدار قرب السعادة  فقال لك هذه هي الزاوية الدكوك أتاي والموسيقى ….والخلوة الفنية في كثير من الأحيان …آمضرا واش لفيه لغرام يبرا .. غرام الحي المحمدي وفضاءاته وناسه ..فتتساءل مع السوسدي فين هما شلا ناس زماني كلهم غابو دوك الأسود …ياحصرة  كلمة تتردد كثيرا في كل الأمكنة والفضاءات الموشومة بعشق الحي المحمدي  كلمة تردد علها تشفي العليل من نوستالجيا الأيام الجميلة….

*..بيار باشخمان واستوديو ميها

لكل أقرانك ذكريات مع الكاريان جلب قنيناتالغريزين وأدوات التنظيف والمكنسات وتبادل أنواع طيور الحمام وتربية موقنين التي كنت الى جانب أحد ولاد كسطور بارعين فيها… فتصر على تتبع آثار الجمال في الحي المحمدي  بحس بسيط من الوعي الجمالي  وكلما سمعت لمن له قدرة على نسج الماضي بفضاءاته بطريقة  لاتدع لك فرصة الانصراف  فيذكرك ببيار  ب  كشمان  واسوديو  ميها بصندوقه المظلم وقطعة الثوب السوداء التي تحجب أشعة الشمس  لما يلف بها رأسه قبل أن  يرمي بالصورة في بانيو الماء لتحميضها وانت تنتظر بروز الملامح بعض الوقت قرب العمارات أو  غير بعيد عن مدرسة عمر بن الخطاب .

الحرب المواجهات في معارك ولاد الديور مع ولاد الكاريان تلك حكاية أخرى . ولاد بلوك بناني في مواجهة حامية مع مجموعة ولاد كويرا لاسترجاع السيطرة على  مساحة في بلوك العناني قرب مركز رعاية المشولين دار ولاد الشهداء سابقا فينتصر ولاد الكاريان ويدخلوكم الى ديوركمليستمتعوا بمقابلة رياضية بينهم والعكس هو ما سيحصل مرة أخرى  إنها عملية كر وفرتفصل بينها هدنة مؤقتة…بعد المباراةيختار كل واحد منكم وجهته المفضلة أو تلك التي تفرضها عليكم الحاجة الماسة إما المرحاض العمومي الذي يزكم الأنوف يرائحةغريزين التي كانت متداولة بشكل واسع وهناك من يتنقل الى حمام الشابو   حيث درهم واحد يكفي للإستحمام …………

يتبع……

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى