حواراتسياسة

في حديث حصري ومفصل مع منيب: الدولة واهمة إن ظنت أن مقاربة التخويف ستخمد الاحتجاجات

نبيلة منيب: الأمينة العامة للاشتراكي الموحد

الدولة تظن أن مقاربة التخويف والقمع ستخمد نار الاحتجاجات التي تتسع وستتسع

قالت نبيلة منيب في تصريح حصري خصت به “دابا بريس” ، إن التأكيد على الأحكام التي سبق وصدرت ابتدائيا في حق قادة حراك الريف السلمي استئنافيا، تبين أن الدولة اختارت من جديد هده المقاربة المبنية على سياسة التخويف والمحاكمات المارطونية تحت تهم واهية.

 واعتبرت الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد،  أن الدولة تظن أن هذه المقاربة ستساهم في إخماد نار الاحتجاج المعروف  أنه مرشح أن ينطلق في جهات أخرى من المغرب، واستطردت منيب في التصريح نفسه، قائلة  إن كل ما حدث في هذه المحاكمة وفي هذا الملف، كنا نتوقع حدوثه، إذ أنه ومنذ 2016 ، حتى لا نتحدث عن ما قبلها، ومنذ انطلاق حراك الريف لا حظنا أن الدولة عازمة على قمع كل الاحتجاجات الشعبية السلمية بكل ما أوتيت من قوة.

الدولة تدخلت بقمع وعنف شديد ضد حراك الريف يذكرنا بماضي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان

 

وأضافت القيادية بالاشتراكي الموحد، لقد رأينا جميعا كيف أن الدولة تدخلت بقوة وببشاعة مفرطة في قمع الاحتجاجات، والتي تذكرنا بماضي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، وبسنوات الجمر والرصاص، مشددة التأكيد على أن حزبها  عبر عن ذلك في حينه عبر  بلاغاته وبياناته، حيث تضيف منيب في التصريح الحصري ل”دابا بريس” إننا  نعتبر الدولة مازالت مصرة على مقاربتها وعلى منهجها المبني على وهم التخويف، علما بأن ما يجري في العالم من توسيع الفوارق المجالية، وخصوصا منها ما يتعلق بالمجال الاجنماعي، وظهور فئات فقيرة جائعة تجوب حتى عواصم الأنظمة “الديمقراطية” وانتفاضة الشعوب المغاربية والعربية في منطقتنا، توضح  بالملموس أن هناك أزمة مركبة وأن الانتظارات كبيرة ومشروعة، وتعبر عن تحولات عميقة تحدث حولنا.

الدولة اختارت منذ حدث طحن محسن فكري التستر على الفساد وعلى الاحتكار الأسري لخيرات المنطقة

وأشارت منيب أن الدولة المغربية ومنذ الوهلة الأولى قامت بالتستر على الفساد، مؤكدة أن  حراك الريف إن كان قام بشيء فإنه أوضح بشكل ملموس ومباشر النهب الكبير والفساد الكبير المستشري في دواليب الدولة، سواء من طرف المنتخبين، أو من طرف المعينين في جهة الريف، مؤكدة حسب تعبيرها أن الدولة حاولت التستر منذ طحن محسن فكري، إذ أن الجميع يعرف كيف وقع ما وقع، و الجميع يعرف من يصطاد في أعالي البحار، ومن يستفيد من كل هذا، و كيف أن الدولة اختارت التستر على هذه المسألة، كما قامت بالتستر على عماله وولاتها الذين كانوا معينون في تلك الجهة.

 وأوضحت منيب في نفس السياق،  أن المنطقة  توجد بها  مافيات أسرية تسطو على كل شيء، وأن الدولة قامت بإبعادهم عن المسألة والمحاسبة، وعن أية مسؤولية فيما يجري، واتجهت نحو قيادة الحراك لتعتقلهم، في أسلوب قديم جديد، مستطردة القول: إن الدولة  ظنا منها أنها حين تعتقل وتنكل بقيادة الحراك، سيتم إخماد نار الحراك الشعبي، هذا ما كانت تنتظره، وهذا ما لم يحصل.

ليس من المشروع أصلا المحاكمةد لأنه أمام مطالب مشروعة وحقوق كان من المفروض أن توفرها الدولة قبل أن تحتج الساكنة من أجلها

وشددت  منيب في التصريح نفسه، على تسطير أنه ليس من المشروع أصلا المحاكمة، لأنه أمام مطالب مشروعة وحقوق كان من المفروض أن توفرها الدولة قبل أن تحتج الساكنة من أجلها، موضحة  بقولها إننا  أمام دولة سيزوفرانيا، دولة تعترف بمشروعية المطالب وتعتقل من خرجوا ليعبروا عنها،  مضيفة في السياق نفسه، القول إننا: في مغرب التناقضات، مغرب يطبعه الفساد، وكل مس بالفساد هو مس غير مباشر بالاستبداد، ومن تم تتحرك ماكينة الدولة التي على رأسها الأمن، حيث نلحظ بوضوح المقاربة الأمنية القمعية البشعة التي تتجاوز كل الحدود.

ما تحكيه لنا هيئة الدفاع عن ما يحدث  لمعتقلي حراك الريف بالسجون لا يمكن تصوره

 وقالت منيب، إنه حين تحكي لنا هيئة الدفاع ما يحدث للمعتقلين في السجون نجد أنفسنا أمام  أشياء لا يمكن تصورها، ونجد أنفسنا مقتنعين أن الدولة تعمل على سياسة التخويف والتنكيل والإهانة، حتى يبقى الشعب المغربي متعايشا وصابرا على الحكرة، ولا يطالب بحقوقه وبكرامته، مبرزة أن هذا  خطأ لأن الدول التي لا تعرف كيف تسجيب على الأقل للمطالب المستعجلة، تهدد حتى استقرارها هي كدولة، وتهدد نفسها بنفسها فضلا على أنها دولة فاشلة.

وكشفت القيادية بفيدرالية اليسار الديمقراطي، الذي يعتبر حزبها أحد مكوناته الأساسية، أن الاشتراكي الموحد  أصدر بلاغا في موضوع المحاكمة،  مستدركة القول، إنه وبالرغم من علمنا أن البلاغات لا تكفي، إلا أننا نعتبرها وسيلة من بين وسائل أخرى  للتعبير  عن رأينا وموقفنا، مشددة على التأكيد على كامل الاستعداد للتحرك وبأن حزبها والفيدرالية لن تصمت أمام هذه الأحكام القاسية.

سنتحرك عبر عدة آليات للاحتجاج ضد هذه الأحكام القاسية التي صدرت ضد نشطاء حراك الريف الشعبي

وقفة تضامنية مع حراك الريف

وأضافت منيب استنادا للتصريح نفسه، أن حزبها سيتحرك  عبر آلية لجنة التضامن مع حراك الريف وباقي الاحتجاجات الشعبية في باقي مناطق المغرب، وأيضا سيتحرك في إطار الائتلاف العريض، مبرزة أنها تشعر  بالأسف أن مرحلة ما قبل النطق بالحكم، لم يكن ما يكفي من الاحتجاجات ومن التحرك في هذا الموضوع.

وأوضحت الأمينة العامة للاشتراكي الموحد،  أن ما ظهر لها أثناء حضورها ومتابعتها صحبة العديد من رفاقها للمحاكمة وأثناء لحظة النطق بالحكم، الذي تم في رمشة العين أنهم كانوا متلعثمين وهم ينطقون بتلك الأحكام،  حد أننا لم نسمعها ، وهو ما يبين، تضيف المصرحة نفسها،  أن الملفات  لم تدرس، ومعناه تقول منيب أن العقوبات كانت محددة وجرى الإعلان  عنها في الابتدائي، والاستئناف.

 وعبرت منيب عن وجود انتظار أن يطالب معتقلي حراك الريف الشعبي بعفو ملكي عن جرم لم يقترفوه، وهذا ما لم يحصل، و قالت إن  هؤلاء المعتقلين لم يتبقى لهم غير كرامتهم، التي لا يمكن الدوس عليها بالأقدام.

العالم يشهد غليانا والشعوب المستضعفة تجد نفسها أمام خيار واحد إما أن تنجو أو تقضي على كل شيء

وأضافت منيب في معرض تحليلها للوضع في ارتباطه بما يجري في العالم اليوم، التي قالت عنه  إنه  يغلي، وهناك اليوم حديث عن الشكوك وعن استحضار ضرورة العقل وعن الحاجة للتعاطي ولفهم  كل ما يجري اليوم من حولنا، مؤكدة أن  العالم اليوم يغلي ويتحول و أ ن هناك أوضاع متأزمة وشعوب مستضعفة  تجد نفسها أمام اختيار واحد إما أن تنجو، وإما أن تقضي على كل شيء، مستدركة القول بأنها  في حالة استغراب، تجاه  هؤلاء الذي يديرون هذه الدولة كيف لا يفهمون، ولا يستوعبون أن لا أحد يفكر في التراجع تحت ضغط التخويف والترهيب والقمع، وأن سياسة الخوف لم تعد تجدي، موضحة في السياق نفسه، أن  الشيء الواحد المتوفر اليوم للمغرب، ليدخل نوعا من المناعة هو أن يفتح مسار ومسلسل البناء الديمقراطي، وإحقاق الحقوق بالنسبة للناس، واحترام الحريات.

نحن أمام دولة عتيقة وجدت نفسها أمام مغرب عميق حاجياته اتسعت انتظارات شبابه كبيرة، لكنها لم تنتبه للدرس ومازالت مصرة على أساليبها القديمة البائدة

وقالت منيب في التصريح نفسه، وفي السياق نفسه،  أن مناعة المغرب ستتم عبر تلبية المطالب وإحقاق الحقوق وإطلاق الحريات، وتدشين مسار تلبية مطالب والاستجابة لاحتياجات ما نسميه المغرب العميق،  هو ما سيمنح المغرب موقعا يمكنه من التفاوض والدفاع عن حقوقه، مضيفة  التأكيد أنها تحس  بالأسف حين نجد أنفسنا تقول منيب أمام دولة عتيقة وجدت نفسها أمام مغرب عميق حاجياته اتسعت انتظارات شبابه كبيرة، لكنها لم تنتبه للدرس ومازالت مصرة على أساليبها القديمة البائدة، مشددة التأكيد أن كل ما سيحدث سيكون له  ثمن إن لم يتم استدراك الأمور، إن كان مازال وقت لاستدراكه، حسب وصف المتحدثة.

واستدركت منيب في نفس السياق، لتؤكد أنه  ينبغي النظر لما يقع عند الشقيقة الجزائر، وأن المغاربة سمعوا القضاة جميعهم يقولون، إنهم لن يتابعوا  نشطاء الحراك السلمي الجزائري المطالب بالديمقراطية والحقوق، وهنا  تقول منيب ما جواب القضاة المغاربة على ما يقوله وما يعلنه القضاء الجزائري.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى