رأي/ كرونيك

قال قائل…لست متفقا مع أي منحى لتسفيه الحس العام للمغاربة ويقظتهم

قال قائل…

في معركة اللغة بالذات، لست متفقا مع أي منحى لتسفيه الحس العام للمغاربة ويقظتهم، وقد تصدوا بدون أسلحة مفاهيمية ولا أكاديمية للانزلاقات التي يُدفَع إليها تعليمنا دفعا. قد يكون الكثيرون منهم غير متحكمين في كل تفاصيل اللغة العربية وأسرارها وخباياها. وقد يكونون ممن يرتكبون الأخطاء أو ممن لا ينتبهون إلى من يرتكبها.. ولكن ذلك لا يطعن في جدارتهم بالاصطفاف الفطري ضد التخريب الحقيقي الآتي لتعليمنا. المعركة كانت وما زالت مع المعسكر الفرانكوفوني وأتباعه ممن يريدون للفرنسية وضعا ريعيا في اقتصادنا وتعليمنا لا شيء يبرره إطلاقا. المغاربة البسطاء يدركون الترابط العضوي بين مساعي هذا المعسكر إلى استرجاع وتأبيد هيمنة الفرنسية على كل مناحي حياتنا العامة (وقد بدأ يتأتى لهم ذلك، بالعودة إلى اتخاذ الفرنسية لغة لتدريس المواد العلمية في الثانوي والإعدادي) وبين الهجوم على العربية المعيارية في عدة واجهات، منها الإشهار، والدراما التلفزية ولا سيما المدبلجة منها، والباروديات parodies التي يتم إنتاجها باعتماد السخرية من العربية المعيارية.

من بين كل الذين يعنيهم أمر الإجهاز على العربية في التعليم المغربي، وحده نور الدين عيوش تصدى لتصريحات رئيس الحكومة في الموضوع وقال إنه غير موافق على القرارات التي أعلنها ناعتا إياه بأنه رجل جزع (خواف). وهذا يكفيني دليلا على أن عيوش لم يتم إقحامه في الموضوع تعسفا، عكس ما ذهب إليه أكادميونا الذين رأوا أن إقحامه في هذه المعركة ليس مبرَّرا، وأنه من قبيل خلط الأوراق.

أريد أن أحتفظ لكل من دافع ضد موقف “الغوغاء” في معركة اللغة، بكثير التفهم لحسن نيتهم، في إصرارهم على تغييب البعد السياسي للموضوع ووقوفهم عند أبعاده البيداغوجية واللغوية الصرفة. لكن هذا البعد السياسي اليوم واضح كل الوضوح. لذلك اقترحت قبل أيام أن نتجه رأسا إلى المشكلة الحقيقية: لغة التعليم في المغرب وموقع اللغات الأجنبية فيها. أما تعليم الدارجة للمغاربة تحت مسمى لغة الأم فإسراف في الجهد والمقدرات والوقت لا يتحمله ما ينتظرنا من تحديات. ولا علاقة لهذا لا بالهوية المكذوب عليها ولا بالتصالح مع الذات ولا بانفتاح التعليم على الثقافة، كما ورد في مزاعم وزارة التربية الوطنية في بلاغها الشهير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى