ثقافة وفنون

كتاب لنور الدين سعودي يسترجع ذكريات الاعتقال السياسي ويكشف عن الحياة وراء الأسوار

المؤلف: نور الدين سعودي

يحكي هذا الكتاب-الشهادة، عن “رحلة” فريدة في عالم بلغ فيه العبث والتعسف مستويات خيالية، خلال حقبة “سنوات الجمر والرصاص”. يكشف لنا الكاتب الذي عاش فترة من هذا الفصل المظلم من تاريخ المغرب، امتدت من 1974 إلى 1984، عن معاناته مع رفاق مجموعته في درب مولاي الشريف، وسجن غبيلة بالدار البيضاء، ثم بالسجن المركزي بالقنيطرة. ولكنه يحكي أيضا عن أشكال المقاومة التي خاضتها مجموعة المعتقلين السياسيين لليسار الراديكالي، وكان أبرزها الإضراب البطولي عن الطعام طيلة 45 يوما، الذي سجل آنذاك (1979) رقما قياسيا.

كما يكشف عن الحياة وراء الأسوار التي، بحكم القيم التي يحملها هو ورفاقه، استطاعوا أن يتحدوا الواقع السجني الرهيب، ويعيشوا لحظات حقيقة من البهجة والتفاعل التضامني الرفيع، بل والخلق والإبداع الفني (شعر، رسوم، مؤلفات أدبية وفكرية…)، وحيث أن تشبعهم وتشبثهم بروح الكرامة (التي حاول الجلادون أن ينتزعوها منهم جون جدوى) مكنهم من صيانة إنسانيتهم، وحيث أن تحقيق “مجتمع” قائم على التضامن والمساواة فيما بينهم كان أيضا تحديا مهما بالنسبة لهم.

هذا المؤلَّف هو عمل استرجع خلاله الكاتب ذكرياته حول أهم محطات هذه التجربة. فهو إذن عمل على الذاكرة، وأيضا عمل من أجل الحفاظ على الذاكرة الجماعية. وبتدوينه لهذه الشهادة، يقول الكاتب أنه شعر وكأنه استعاد للمرة الثانية حريته.

 

صورة جماعية للمعتقلين السياسيين لليسار الراديكالي بالسجن المركزي
صورة لمعتقلي اليسار السبعيني في السجن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى