رأي/ كرونيك

لم يكن اليسار الذي أعرف يتبنى صراع ” غرف النوم”تصبح الحياة الشخصية للخصم هي حلبة المواجهة

عبدالرحيم ناصف

صار صعبا أن تكون يساريا في هذا الزمن المقيت.فكلما انهارت القيم، انهار معها جزء من حلم اليسار الكبير،القادر على مواجهة هذا الدمار في كل شيء.

لم يكن اليسار الذي أعرف يتبنى صراع ” غرف النوم”.صراع تصبح فيه الحياة الشخصية للخصم هي حلبة المواجهة.كان اليسار الذي أعرف يوجه شبابه نحو الأندية الثقافية و السينمائية، نحو الجمعيات التربوية..

في هذه الفضاءات كنا نتعلم صقل ذواتنا؛تتدرب على أن نكون نحن؛بأسئلتنا؛بأحلامنا؛بتهورنا و اندفاعنا؛باختلافاتنا…

ثم في مرحلة أخرى يبدأ تكويننا الفكري و السياسي..رغم أخطاء المرحلة؛لم يحدث أبدا أن تربينا على مواجهة خصومنا بالطعن أو التجريح في الحياة الشخصية…

لا أدري أن كانت قيم اليسار قد تغيرت.لا أدري إن صارت الحياة الشخصية للخصم و كيفية الطعن فيها قد تحولت إلى مرشد الشباب اليساري في النضال ضد العدو الايديولوجي…
مع ان بعض هؤلاء الذين يبدون الآن أبطالا و هم يخوضون معركة غرف النوم هم من كانوا ذات يسار يعلموننا أبجديات تقدير الخصم و احترام شخصه و الفصل بين الشخصي و الفكري في الصراع معه…

فماذا وقع؟؟؟؟…يبدو كل هذا تجل لأزمة يعيشها هذا اليسار و يرتعب من الاعتراف بها….انه العقم في الانتاج. عقم يسمح بظهور عاهات تدعي الكمال…
عاهات تسب الذين يرون في كل هذا الصراع مرضا عضالا..ترى فيهم مجرد يساريي التاسعة اعدادي…بينما مهمة يسار الاجازات و الماستر و الدكتورة هي تتبع الحياة الشخصية للعدو من ثقب باب غرفة النوم…

تبا لهذا الزمن الاغبر….

هذا ما كان….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى