رأي/ كرونيك

لنبيلة منيب ثريا التناني تقول أحبك لأنك تحبين الوطن والشعب

ولأني أرى فيك تاريخ النساء القويات والجميلات ، اللواتي أقصين بالسيف والقلم بقرار من السلطان ،
ولأني أرى فيك المرأة الاقتحامية الشجاعة الخارجة عن حريم السلطان، والرافضة العيش في ظله الوارف، أحبك لأنك المرأة التي ما أدركها اليأس، وانما أبصرت رغم حلكة الظلام، وبؤس التشهير الطريق الى المجتمع الكرامة والمساواة والحرية والعدالة الاجتماعية .
أحبك بمناسبة هذا الفيض من الحقد الذي تغذقه عليك وعلينا جهات نعرفها جيدا .نظرة عابرة على أي جدار ، وأية صفحة من صفحات هذا العالم الافتراضي تظهر لنا أن أيقونة اليسار النبيلة ، لا تغيب عن اهتمام المدونين ، والمغردين الناعقين والناعبين والحاقدين والمشوشين والناهشين وآكلي لحوم البشر وووو.
وان القارئ والعابر والواقف ليعجب من هذه الحملة المسعورة ، وهذه الحمى العجيبة ، الغريبة التي تحوم الشكوك حول أسبابها الخفية والظاهرة .يقول أحد الخبثاء ، ان وراء هذا الاهتمام المريب جمالها ، وقامتها الفارعة . يا سلام ، أنعم وأكرم ، ومتى كان الجمال شبهة ؟
ان الدكتورة نبيلة منيب جميلة فعلا ، وتتميز بجمال الاقناع العقلي ، والحجاجي ، والاستخدام الذكي للبلاغة ، لأنها موهوبة، ومميزة في عدة مجالات ، وظلت مميزة كقائدة لحزب يساري مناضل ، بقدراتها التواصلية الهائلة ، أظهرت براعة في التعبير عن القوى الكامنة في الشعب المغربي ، وفي اليسار الديمقراطي ، ففي كل حركاتها ، وسكناتها ، وكلماتها ، كانت توضح مكنون قدرات الشعب على مواجهة دولة الاستبداد الراعية للفساد، وكانت لا تتوانى عن فضح النهابين سراق الوطن . لعبت دورا أساسيا في اذكاء نار الحماس حول النضال الديمقراطي الشعبي ، ونشر مفاهيمه ، واستقطبت العشرات من الشابات والشبان كما ساهمت في شحذ هممهن وهممهم ، وحثهن على الانخراط في العمل السياسي المنظم .
وعندما وقفت بعد المحاكمة الأخيرة معبرة عن رفض الشعب المغربي للأحكام الجائرة ضد مناضلي الحراك الاجتماعي بالريف ، وعن التصميم على الخروج الى الشارع للاحتجاج والمطالبة باطلاق السراح ، كانت تعرف أنها تختار طريق الشعب المليء بالتضحيات.
ان النبيلة تثبت قيمتها كامرأة حرة وطنية ، كما ينبغي أن تفعل كل امرأة ، حالمة عاشقة للحرية والكرامة ، والمساواة .
وكأني بها تتغنى بكلمات شاعر اغريقي ألهم هوميروس :
“هيا نحارب بكل شجاعة من أجل هذه الأرض.
هيا نموت . من أجل أطفالنا لا نبخل بالحياة.”

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى