
شهادات: عبد الرحيم برادة رجل حر … و رجل عادل …
عرفت الأستاذ عبد الرحيم برادة في سجن “اغبيلة” نهاية سنة 1975 بعد اغتيال عمر بنجلون حيث عوّض هذا الأخير كمحام عنا، أنا ومصطفى السليماني.

لم يكن له انتماء سياسي بالمعنى الحزبي للكلمة، لكن التزامه وشجاعته وحماسته في الدفاع عنا دون التفريط في صرامته كرجل قانون، كل ذلك فرض احترامه وتقديره لدي مجموعتنا ولدى كافة زملائه. كما أن ذلك أثار الحنق والخشية لدي القائمين على محاكمتنا. لا أحد منا يمكن أن ينسى رده اللاذع والجهوري على استفزازات القاضي أفزاز المتكررة:” التهديد لا يفيد، سيدي الرئيس”..

ولقد أدى الثمن غاليا مقابل التزامه هذا من تحرش أمني وحرمان من حقوقه (خصوصا جواز سفره). لم يكن ذلك ليثنيه عن وقوفه الدائم الى جانب القضايا العادلة ودفاعه الحثيث عن معتقلي الرأي. ودعمه لصمود عائلاتهم و إخلاصه في صداقته المستمرة للعديد من بيننا. وكلما ازددت معرفة بالشخص، كلما ازددت ايماناً بأنه يجسد المكتسبات الكبرى للثورة الفرنسية: واخص بالذكر روح الانوار من جهة ، و الإعلان الكوني لحقوق اٌنسان و المواطن من جهة ثانية . روح الانوار أولا، يكفي الرجوع الى تعريفها من طرف “امانويل كانت :
” ما الأنوار؟ هي انعتاق المرء من حالة القصور الذاتي . والقصور هو عدم قدرة المرء على استخدام إدراكه الخاص دون توجيه من الآخر . قصور هو نفسه المسؤول عنه لأن سببه لا يمكن في نقص في الإدراك بل في ضعف في العزيمة و الشجاعة على استخدامه بدون توجيه من طرف الآخر .[…] فتسلّح بالشجاعة لتجرؤ على استخدام إدراكك الخاص ! ذلك هو شعار الأنوار..”
حقوق الانسان والمواطن ثانيا، لنا أمثلة على ذلك في مجموعة من المقالات وقعها الأستاذ عبد الرحيم برادة في مجلة “كلمة” (Kalima ) الناطقة بالفرنسية والصادرة في ثمانينيات القرن 20، حيث لم يفتأ ينير المواطنين، كل المواطنين في شأن حقوقهم في مواجهة الشطط في استعمال السلطة و تعسّف المستبدين على كافة المستويات و يمتد هذا من الحق في الحرية إلى الحق في عدم سحب رخصة السياقة أو البطاقة الرمادية للسيارة. فليس هناك حق من حقوق المواطن لا يستحق الحماية.
ذلك هو عزيزنا عبد الرحيم برادة كما عرفته وأعرفه، نموذج الرجل الحر، نموذج الرجل العادل.