غادة السمان تكتب…اغتيال الحقيقة مستحيل يا إسرائيل!
أم فلسطينية! عداء إسرائيل للصحافيين أمر متوقع فهي تعادي كل من ينقل حقيقة جرائمها في فلسطين المحتلة وما أكثرها على كل صعيد!
لن ننسى تلك الصحافية الشهيدة مهما مرت الأيام. إنها شهيدة بالرصاص الإسرائيلي ولن تكون الأخيرة، إنها الصحافية شيرين أبو عاقلة. نقل الحقيقة هو العمل المعادي لإسرائيل؛ لأنه يعرّي الكثير من جرائمها. كان من المنتظر أن تتهم إسرائيل الفلسطينيين بالجريمة بقولها إن رصاصة طائشة أصابتها كان يطلقها الفلسطينيون احتجاجاً. الذرائع كلها صالحة في نظر إسرائيل لتبرئة نفسها، ولكنني شاهدت على شاشة التلفزيون الفرنسي الجنود الإسرائيليين ينزعون الأعلام الفلسطينية التي أحاطت بتابوت الصحافية الشهيدة شيرين في جنازتها، وبكل صفاقة إضافية طالبوا بفتح تحقيق لمعرفة هل مصدر الرصاصة التي قتلت شيرين إسرائيلية، أم فلسطينية! عداء إسرائيل للصحافيين أمر متوقع، فهي تعادي كل من ينقل حقيقة جرائمها في فلسطين المحتلة، وما أكثرها على كل صعيد!
هل تعلقها في بيتك؟
ثمن اللوحة بملايين الدولارات (!) اشتراها معجب بفن الرسام اندي وارهول وبرسمه لمارلين مونرو النجمة الهوليوودية الشهيرة أواسط القرن الماضي. وبيعت اللوحة بهذا الثمن (الخرافي) في مزاد علني، وصارت أغلى عمل فني في القرن العشرين. ولكن ثمنها لا يعني أن تعجبك. تستطيع أن تقول ببساطة إن مارلين مونرو ممثلة نصف رديئة وترفض تعليق صورتها في بيتك أياً كان ثمنها. ذلك رأيك ومزاجك. من طرفي، أضيف سبباً إضافياً وهو أن بيتك سيصير المكان المفضل للسارقين الذين سيبيعونها فيما بعد سراً ولو بنصف ثمنها الأصلي.
هل زوجتك حامل؟ لا تخف!
خبر لم يسبق ما يماثله. فقد ولدت سيدة تسعة توائم (دفعة واحدة) في «الدار البيضاء» وهو ما أكده أطباء عيادة «عين برجيه» في كازابلانكا، قرأت ذلك في «القدس العربي» التي أثق td أخبارها، كما شاهدت صوراً للأطفال. ومن العادي ألا تصدق الخبر للوهلة الأولى، حيث تجاوز التوائم الرقم القياسي في موسوعة غينيس! إذا كانت زوجتك «حامل» لا تخف! لن تلد تسعة أولاد مرة واحدة. لا تخف حتى إذا لم تكن تملك ما يكفي من المال للإنفاق على أسرة صارت فجأة من عشرة أفراد: زوجتك وتسعة أطفال من الصبيان والبنات. فذلك لا يحدث إلا نادراً جداً جداً.
طلاق له ضجة إعلامية
نجمان شهيران في السينما الهوليوودية: هو جوني ديب، وهي أمبير هيرد، يدهشني مدى اهتمام الإعلام الفرنسي والغربي عامة بأخبار طلاقهما، حتى إننا شاهدنا امبير هيرد وهي تدلي بشهادتها في المحكمة حول عنف عانت منه من زوجها، قائلة إنه كان يتعاطى المخدرات والكحول، مطالبة بتعويض مالي بعد الطلاق.
وجوني ديب قال إنها كانت تضربه وإنها أفسدت حياته بما شيعته عنه كذباً، وطالب من طرفه أيضاً بتعويض مالي لإساءتها إلى سمعته.
ضحية هذا الشجار هي المغنية الفرنسية فانيسا بارادي، التي عاشت مع ديب مغرمة به طوال أعوام وأنجبت منه ليلي روز وجاك (ابنة وابن)، وشهدت كاذبة لمصلحته قائلة إنه لم يكن عنيفاً. ولم تنتهز الفرصة للانتقام منه. لكنه أهانها حين اعترف أنه كان يخونها وهي معه، ويلتقي مع أمبير هيرد حتى تزوج منها.
حكايات لا تعنينا حقاً كعرب، لكنها درس للصبايا لكي يرفضن الإقامة مع نجم مشهور بلا زواج وينجبن منه ويشهدن في الصحف لصالحه كذباً. وبدلاً من أن يقدر تضحيتهن، يهينهن. وأظن أن نجماً مثل جون ديب يستحق زوجة مثل أمبير هيرد التي كشفت حقيقته وغيرته وعنفه كما كشف حقيقتها.
أسرار النفس البشرية td حاجة إلى روائي قد يلقي بعض الضوء على ما يدور في الأعماق! بالمقابل، أعتقد أن غسيل الملابس القذرة العائلية يستحسن أن يدور داخل البيت وليس في المحاكم وعلى شاشات التلفزيونات.
قوارب الموت اللبنانية
للأسف الشديد، لم يعد لبنان سويسرا الشرق كما كان يلقب، وأضحى العدد الكبير من أبنائه يريدون مغادرته إلى حياة أفضل. يركبون قارب الهرب ويغرق القارب ربما لأنه يضم من الهاربين أكثر مما يتسع له وتزيد بذلك أرباح صاحب القارب. وهو ما حدث مؤخراً لقارب غادر طرابلس لبنان وغرق كثيرون، حتى إنه استحق لقب (قارب الموت)، فذلك القارب الذي غرق مؤخراً لا يسمح بحمل أكثر من عشرة أشخاص، ولم تكن فيه أطواق نجاة أو سترات إنقاذ. وركبه الذين فضلوا المغامرة للذهاب إلى بلاد تحترم الناس، أما (سويسرا الشرق)؛ أي لبنان، فانعدمت فيه فرصة الحياة الكريمة وبات الحصول على (فيزا)؛ أي تأشيرة للسفر، أمراً صعباً. وآخر هذه القوارب أشعل مدينة طرابلس لكثرة الضحايا غرقاً، ولعل وجود أطواق نجاة وسترات إنقاذ يجب أن يصير إرغامياً على صاحب كل قارب.
وكنا نحلم بالهجرة إلى لبنان، واليوم صار كثيرون يحلمون بالهجرة من لبنان.. وكان ياما كان لبنان.. الذي أفتقده على الرغم من كل شيء، وأحببته كما وطني الأم سوريا.
(الآدمي) سليم الحص
قرأت حول ملابسات إدخال رئيس الوزراء اللبناني السابق سليم الحص، إلى مستشفى الجامعة الأمريكية في بيروت.
هكذا هم (الأوادم) القلائل في لبنان.. كان الرجل رئيساً للوزراء منذ أعوام طويلة. يومها قرر زوجي العودة إلى لبنان بعد سنوات من المنفى الاختياري لأسباب سياسية، واتصل بصديقه الرئيس سليم الحص، وقال له إنه سيعود إلى لبنان، وكنت شديدة القلق على زوجي حين هبطت الطائرة في مطار بيروت، وبالذات ونحن نغادر الطائرة ويطلب منا رجال أمن الهبوط إلى سيارة لتقلنا من أرض المطار إلى مكان تخيلته سجناً لزوجي، واكتشفت أنه «صالون الشرف» في المطار الذي أمر الرئيس سليم الحص بفتح بابه إكراماً لزوجي، كما اتصل به هاتفياً مرحباً كرئيس للوزراء.
الرئيس الحص أحد (الأوادم) المقاومين في دنيا السياسة البيروتية، وأتمنى له من قلبي كله الشفاء من مرضه أياً كان.
المصدر: القدس العربي