أجرى تقرير أصدرته منظمة أوكسفام عام 2019 بعنوان “صنع في فقر- السعر الحقيقي للأزياء” مقابلات مع 472 عاملا في صناعة الملابس في فيتنام وبنغلاديش وهما الدولتان التي تتم فيهما صناعة الأزياء الأسترالية.
حقائق مخيفة وراء صناعة الأزياء
وكشف التقرير عن نتائج مخيفة منها:
. 9 من كل 10عمال تمت مقابلتهم في بنغلاديش لا يستطيعون توفير ما يكفي من الطعام لأنفسهم وأسرهم، وهم غارقون في الديون لتوفير الحد الأدنى من متطلبات الحياة.
. %72 من العمال الذين تمت مقابلتهم في مصانع بنغلاديش التي تزود العلامات التجارية الكبرى في أستراليا، و53% في فيتنام، لا يستطيعون تحمل تكاليف العلاج الطبي عندما يمرضون أو يصابون، وهم طبعا غير مغطين بأي من أنواع التأمين الصحي.
. %76 من العمال الذين تمت مقابلتهم في مصانع بنغلاديش، و40% في فيتنام، ليس لديهم مياه صالحة للشرب داخل منازلهم.
. وفي بنغلاديش أيضا، يتم فصل واحد من كل 3 عمال تمت مقابلتهم عن أطفالهم، ويعزى ما يقرب من 80% من هذه الحالات إلى نقص الدخل الكافي.
فضلا عن ذلك، أشارت عدة تقارير أن صناعة الموضة والأزياء واحدة من أكثر الصناعات تلويثا للبيئة في العالم، فهي تسبب التلوث أكثر من قطاعات الشحن بالسفن والطيران والصناعة الجوية مجتمعة، كما أنها مسؤولة عن 20% من مياه الصرف الصحي في العالم، و10% من انبعاثات الكربون السامة، ويصنفها الكثير من العلماء والخبراء على أنها ثاني أكبر ملوث للبيئة بعد صناعة النفط، وذلك حسب ما ذكرت منصة “سلايد بين”، وفق ما ذكرت “الجزيرة”.
وفق المصدر ذاته، صناعة قميص قطني واحد فيتطلب 2700 لتر ماء، وهو ما يعادل 3 سنوات من مياه الشرب لشخص واحد. وبالطبع، تشمل التأثيرات البيئية أكثر من مجرد المياه، إنها تتعلق أيضا بانبعاثات الكربون والتلوث وتدهور التربة، ناهيك عن أن صناعة الأزياء تنطوي على استخدام الكثير من الأيدي العاملة، ونحن هنا نتحدث عن شخص واحد من كل 6 أشخاص على مستوى العالم يعملون في صناعة الأزياء، ولا نبالغ عندما نقول إن صناعة الأزياء بما فيها العلامات التجارية الفاخرة استغلالية للغاية، وفق ما ذكرت منصة “غرين إز ذا نيو بلاك” (green is the new black).
قد يعتقد البعض أن العبودية انتهت منذ زمن بعيد، ولكن هذا مجرد وهم، فهي موجودة ونحن ندري أو لا ندري، فحسب تقرير نشرته قبل أيام منصة “ذا ريماركبل ومان” (The remarkable woman) يوجد هناك أكثر من 40 مليون إنسان حول العالم يعانون من العبودية، وأغلب هؤلاء من النساء والصغيرات اللواتي يعملن في صناعة الأزياء أو معامل “الموضة السريعة” (Fast Fashion) في قارة آسيا.
والأزياء أو الموضة السريعة مصطلح معاصر يستخدم في تجارة التجزئة للأزياء للتعبير عن التصاميم التي تنتقل من منصة عرض الأزياء مباشرة لتواكب اتجاهات الموضة الحالية، وتعتمد مجموعات أزياء الموضة السريعة على أحدث الصيحات المعروضة في أسبوع الموضة في كل من موسمي الربيع والخريف من كل عام، وتركز على تحسين جوانب معينة بحيث يتم تصميمها وتصنيعها بسرعة وبتكلفة زهيدة تسمح للمستهلك العادي بشراء آخر صيحات الموضة بأقل سعر.
المصدر: الجزيرة ومواقع إلكترونية