نظم، الأحد، بميناء الصيد البحري بحاضرة المحيط، حفل لتسليط الضوء على “السردين المشوي”، كطريقة للتحضير والطهي للطبق الأكثر شهرة وشعبية في مدينة آسفي على الصعيد الوطني، وذلك في إطار فعاليات النسخة الثالثة من معرض البحر “سافيمير”.
وبمبادرة من ربابنة سفن الصيد الصناعي، شكل هذا الحفل فرصة لثلة من الشخصيات و المدعويين لمعرض “سافيمير”، فضلا عن ضيوف وساكنة حاضرة المحيط، للمجيء وتذوق، في جو من البهجة وحسن الضيافة والكرم الذي يميز هذه المدينة، أحد أكثر الأطباق الشهية والمطلوبة والتي تتسيد قائمة أطباق المسفيويين اليومية.
وبمشاركة فرقة موسيقية سنغالية وفرقة من كناوة، اللتين أتحفتا، في جو من التكافل والتعايش والاندماج العفوي، الجمهور الحاضر برقصاتهما وترانيمهما التي تبرز، إذا لزم الأمر، التجذر الأفريقي الثابت والراسخ للمملكة، شكلت هذه التظاهرة مناسبة لإحياء تقاليد الأجداد العريقة بين الصيادين وأسر مدينة آسفي، في شكل ما يسمى بـ”اللمة” (التجمع) والتي كانت تجرى عادة حول أطباق من السردين المشوي. ومن المعروف أنه بفضل هذه الطريقة في الطهي على المشواة، والمرتبطة بتقاليد الأجداد، يحافظ السردين على كافة مزاياه الغذائية من كالسيوم وفيتامينات وأوميغا 3.
وجدير بالذكر أن هذا الحفل عرف حضور عامل إقليم آسفي، الحسين شينان، ومنتخبين محليين، وأعضاء الوفد الإسباني المشارك في معرض “سافيمر”، والذي يقوده عمدة مدينة هويلفا غابرييل كروز سانتانا، ومهنيين وهواة في مجال الصيد، ومالكي السفن، فضلا عن شخصيات أخرى.
وأوضح باكا خالد، وهو أحد مهنيي الصيد وفاعل جمعوي، في تصريح لقناة “إم24” الإخبارية التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء ، أنه في إطار هذه النسخة الجديدة من معرض “سافيمير”، “أردنا إحياء هذه الممارسة، باعتبارها تقليدا متجذرا بعمق في تقاليد مدينة آسفي وهي “اللمة” حول “شواية” السردين”.
وأضاف أن مدينة آسفي معروفة بوفرة مخزونها من السردين ومزاياه الغذائية العديدة، كما يتضح من العدد الكبير من وحدات التصبير الموجودة بالمدينة، داعيا ساكنة المدن الأخرى بالمملكة لزيارة حاضرة المحيط للتعرف على كرمها وحسن ضيافتها الأسطوريين.
وتنظم النسخة الجديدة من معرض “سافيمير” بشراكة مع إقليم آسفي وقطاع الصيد البحري وهيآت منتخبة وائتلاف من المتخصصين والصناعيين في مجال الصيد، كما تعرف هذه النسخة حضور إسبانيا والأندلس كضيفتي شرف.
وتهدف هذه التظاهرة السوسيو – اقتصادية، إلى الاحتفاء بالبحر وجماليته، من خلال التاريخ، والاقتصاد، والفنون، والثقافة، والموسيقى، والخبرة، وفق مقاربة متعددة التخصصات تمثل البحر في مختلف أبعاده.ويستهدف “عيد البحر” الكبير هذا، المخصص للهوية الساحلية لهذا الحيز الترابي، على حد سواء، المهنيين والهواة والشغوفين، على الصعيد الوطني وكذلك الشركاء الدوليين من القطاعين العام والخاص.