وأوضح الطيب حمضي، خلال مشاركته في ندوة عن بعد نظمتها أمس الإثنين “الجمعية الفرنسية لتسمم الدم” التي تضم في عضويتها عائلات المرضى ومهنيين في قطاع الصحة بكل من المغرب وفرنسا، أن “الإنتان هو حالة قد تهدد الحياة بسبب تعطيل وتدمير الجسم لأنسجته عند محاولته الاستجابة للعدوى ولكن بطريقة غير متناسبة”.
وأبرز الخبير في مداخلته خلال هذا اللقاء المنظم في إطار حملة تحسيسية تم إطلاقها بالمغرب بمناسبة اليوم العالمي لمرض “تسمم الدم” (13 شتنبر) وتستمر على مدى عدة أشهر، أن “الإنتان يمكن أن يتطور إلى صدمة إنتانية. وينتج عن ذلك انخفاض كبير في ضغط الدم يمكن أن يسبب مشاكل شديدة في أعضاء الجسم وقد يؤدي إلى الوفاة”.
وأشار الطيب حمضي في هذا الصدد، إلى أن مصادر العدوى الأكثر شيوعا المرتبطة بالإنتان هي الإصابات التعفنية بالرئة والجلد والجهاز الهضمي والالتهابات المعوية والتهابات المسالك البولية.
وبخصوص الفئات الأكثر تعرضا لخطر الإنتان، أكد الخبير الصحي أن “أي شخص يمكن أن يصاب بالعدوى. كما يمكن لأي عدوى تقريبا أن تؤدي إلى الإنتان”، غير أنه سجل أن الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الإصابة بتسمم الدم هم البالغون أكثر من 65 عاما، والأطفال دون سن سنة واحدة، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة ، والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة (السكري ، السرطان ، أمراض الرئة أو الكلى ..).
وأبرز أن الأعراض الرئيسية الستة للإصابة بالإنتان تتمثل في “تغي ر في الحالة العقلية، وضيق في التنفس، وارتفاع معدل ضربات القلب، والحمى أو القشعريرة، والألم أو عدم الراحة، والتعرق أو تعرق الجلد”، مضيفا أنه لدى الأطفال والرضع هناك علامات أخرى مغايرة، مثل النوم لفترات طويلة وعدم البكاء والتنفس بسرعة كبيرة وشحوب الجلد والتعرق والتشنجات ووجود صعوبة في الرضاعة والتقيؤ لأكثر من 24 ساعة. وباعتبار الإنتان حالة طبية طارئة، أكد الطيب حمضي أن هناك خمسة إجراءات وقائية يجب أن يكون الجميع على دراية بها، وهي الوقاية من الالتهابات والتتبع الطبي للأمراض المزمنة، والحرص على النظافة الجيدة وخاصة نظافة اليدين وعلاج الجروح، ومعرفة الأعراض الستة للإنتان سالفة الذكر، والتلقيح، فضلا عن التكفل الطبي السريع في حالة الاشتباه بالإصابة. وعلى الصعيد العالمي، أبرز الطيب حمضي أن الإنتان يعد مشكلة صحية عامة وأزمة صحية، ففي كل عام يتم تسجيل 50 مليون حالة تعفن للدم في العالم، و 11 مليون حالة وفاة، مبرزا أنه يعد أيضا السبب الرئيسي للوفاة من العدوى، إذ أن واحدة من كل 5 وفيات في جميع أنحاء العالم ت عزى إلى الإنتان.
وأشار إلى أنه من بين الناجين من الإنتان، ينتهي الأمر بالنسبة لـ40 في المائة بعواقب على المدى الطويل (إعاقات جسدية وإدراكية ، اضطرابات عقلية).
وأضاف الخبير الصحي أن 2 من كل 5 حالات من التهابات المستشفيات ناتجة عن انتقال الجراثيم عبر أيدي المهنيين الصحيين، مبرزا أنه في المتوسط، 61 في المائة من العاملين في مجال الرعاية الصحية لا يتبعون قواعد نظافة اليدين الموصى بها.
كما سجل استنادا إلى تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية، أنه بفضل اتباع نظافة جيدة لليدين واتباع ممارسات أخرى فعالة، يمكن الوقاية من 70 في المائة من هذه العدوى.
وخلص الخبير إلى أنه على مستوى الرعاية الصحية الأولية، يضطلع مهنيو الصحة بدور هام في زيادة الوعي بالإنتان على نطاق واسع في صفوف المرضى والمجتمع، والتكفل بحالاته في أسرع وقت ممكن لإنقاذ الحياة، مشددا على أنه لتحقيق هذه الأهداف، يجب توعية هؤلاء المهنيين أنفسهم من خلال تنظيم دورات تكوينية ولقاءات متخصصة.