الرئسيةرياضة

تابعهم العالم بشغف بفضل مشوارهم الاستثنائي..”أسود الأطلس اليوم مع كرواتيا أمام فرصة لإنهاء هيمنة أوروبا

تمكن منتخب “أسود الأطلس” من تحقيق في مونديال قطر ما لم يتمكن منه  أي جيل كروي آخر في إفريقيا والعالم العربي، لقد خاضوا منافسة بندية غير مسبوقة ومقارعة القوى الكروية العظمى، بل وصلوا إلى  لمربع الذهبي.

بقلم: أحمد ناظير

خاض المنتخب المغربي لكرة القدم مشواره في مونديال قطر بثقة وحذر وإقدام وشجاعة، عندما تعادل سلبياً مع كرواتيا وصيفة نسخة 2018 من البطولة العالمية، قبل أن يحقق سلسلة من الانتصارات الرائعة على بلجيكا وكندا ثم إسبانيا والبرتغال..

استطاع منتخب المغرب أن يتبث وبالملموس أن الكرة العربية والإفريقية قادرة على إعادة خلط أوراق التراتبية العالمية وبمدرب محلي اسمه وليد الركراكي، الذي استطاع  أن يزرع الثقة في النفس والقدرة على الفوز والانتصار، مثلما تمكن من  تحطيم  ذهنية الانهزامية وإحلال محلها الروح القتالية في نفوس لاعبيه متجاوزا مشاعر الدونية الكلاسيكية تجاه الكرة الأوروبية، و مستعينا بكلمات ستظل خالدة من قبيل “نديروا النية”، “الحلم لا أحد بإمكانه أن يمنعنا منه” “الحلم بلا ثمن فابور”..الخ

إشادات عالمية بما حققه أسود الأطلس

قالت عنه صحيفة “ليكيب” الرياضية الفرنسية إنه المنتخب “الشجاع”، مؤكدة   أن أسود الأطلس، لم يمنحوا الفرصة للاعبي المنتخب الفرنسي بالظهور بمستواهم المعتاد،   صحيفة “ديلي ميل” البريطانية قالت، إن المنتخب المغربي، أنن الحلم بالتتويج أجهض، رغم المحاولات الشجاعة التي قام بها نجومه للفوز على حامل اللقب.  وقالت أيضا، إنهم “كانوا الطرف الأفضل والأقوى في معظم فترات اللقاء، فيما تعرض المنتخب الفرنسي للعديد من الفترات الصعبة، ولم تبلغ نسبة استحواذ نجومه على الكرة خلال اللقاء سوى 39% فقط. وواصلت الصحيفة حديثها عن المنتخب المغربي قائلة “يا له من كأس عالم قدمه لنا هذا الفريق. لقد حقق مجدا حتى حينما تعرض لتلك الخسارة”.

عنونت كبريات الصحف العالمية مقالا بخصوص الرئيس الأمريكي تجاه المنتخب، بعنوان عريض، بايدن يحيي المغرب ويختصر خطابه لمتابعة مباراة “أسود الأطلس” مباشرة، حيا الرئيس الأمريكي جو بايدن المغرب لكونه أول دولة إفريقية تصل إلى المربع الذهبي لكأس العالم، وكان بايدن الذي لا يشتهر بالخطابات الموجزة، يتحدث أثناء إلقائه كلمة أمام قادة دول ورؤساء حكومات أفارقة في قمة بواشنطن، وقال ضاحكا وسط تصفيق الحضور “أعلم أنكم تقولون لأنفسكم أوجز يا بايدن، هناك مباراة نصف نهائي بعد قليل، أدرك ذلك”.

وقال جو بايدن أمام حوالي خمسين رئيس دولة وحكومة من بينهم رئيس ليبيريا جورج وياه، نجم كرة القدم السابق الذي يلعب ابنه تيم مع المنتخب الأميركي، “أعلم أنكم تقولون لأنفسكم أوجز يا بايدن، هناك مباراة نصف نهائي بعد قليل، أدرك ذلك”.

 

غرد بايدن قائلًا “لقد كان شرفًا عظيمًا أن أشاهد المباراة إلى جانب رئيس الوزراء المغربي عزيز أخنوش. كان من الرائع مشاهدة مدى تميز هذا الفريق”.

وأرفق بايدن التغريدة بصورة يظهر فيها وهو يشاهد المباراة مع عدد من القادة الأفارقة بينهم أخنوش.

لا ننسى، الخطوة الملفتة التي قام بها  الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حين  دخل غرفة تغيير الملابس للمنتخب المغربي بعد المباراة وتوجه نحو  سفيان أمرابط و أمام باقي لاعبي الفريق قال له إنك أفضل لاعب خط وسط بالبطولة.

ومع أن  مباراة المربع الذهبي حملت معها مشاعر حلم أجهض للمنتخب المغربي،  في سبيل تكسير هيمنة أوربا طيلة تاريخ المونديال على الاستحواذ على أولى الترتيباتـ غير أنها أطهرت في المقابل  العديد من المشاعر  والقيم الجميلة لصالح اللعبة.
لنتذكر هنا الاحترافية على تنحية الصداقة  خلال90 دقيقة  للدفاع عن ألوان فرقهم، ثم استعادتها من جديد خارج الملعب، لقد كانت هذه الروح الرياضية العالية والصداقة القوية مثلا التي تجمع كيليان مبابي وأشرف حكيمي التي هيمنت بقوة   على أجواء وحديث السوشيال ميديا في مباراة المغرب وفرنسا يوم الأربعاء في نصف نهائي كأس العالم.

هاينز رومينيغه الألماني..  لنتواضع ونتعلم من التجربة المغربية

لنتذكر هنا دعوة كارل هاينز رومينيغه، المهاجم السابق لمنتخب ألمانيا لكرة إلى ضرورة التحلي بالتواضع ولكن أيضا بمزيد من الشغف من أجل إعادة الاتزان للمنتخب مجددا في نهائيات كأس أوروبا القادمة “يورو 2024″، مطالباً الألمان بالتعلم من التجربة المغربية.

وقال رومينيغه في تصريح للواكالة الألمانية (د.ب.أ): ينبغي على ألمانيا أن تنظر إلى ما وراء حدودها إلى دول مثل كرواتيا أو البرتغال اللتين رغم صغر حجمها وتعدادهما تدفعان بمواهب جديدة بصورة مستمرة“؟

وأضاف”يجب على الألمان ألا يعلنوا عن أنفسهم بعد الآن كمرشحين للتتويج باللقب قبل البطولات الكبرى، يجب أن يتعلموا من منتخب المغرب المتأهل للدور قبل النهائي في كأس العالم، يجب أن نلعب بتواضع، انظروا إلى المغاربة، سيكون من المهم للاعبين والطاقم التدريبي العمل في هذا الاتجاه“.

عودة على بدء

علينا أن ننتبه اليوم والمنتخب المغربي سيخوض بعد ساعات مباراة الترتيب مع كرواتيا، أن  آخر مرة نجح فيها منتخب من خارج قارة أوروبا في حصد المركز الثالث في عام 1978، حين انتصر منتخب البرازيل على حساب نظيره الإيطالي، اليوم المنتخب المغربي أمام فرصة تاريخية لتحطيم هيمة أوربا، هل سيفعلها أسود الأطلس..لا مقابل ندفعه على الحلم، على حد تعبير وليد الركراكي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى