عاصفة قطبية تسبب فوضى في حركة النقل في الولايات المتحدة
شيكاغو (أ ف ب) – تأخرت آلاف الرحلات الجوية أو ألغيت قبل عيد الميلاد بسبب عاصفة “لا تحدث إلا مرة كل جيل”، في جزء كبير من الولايات المتحدة، يشهد بردا جليديا وتساقطا كثيفا للثلوج.
وحذرت السلطات من أن الظروف شديدة الخطورة للتنقل، بينما يفترض أن يتدفق عدد كبير من الأميركيين على الطرق والمطارات في موسم الأعياد.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن، الخميس، “من فضلكم خذوا هذه العاصفة على محمل الجد (…)، أدعو الجميع إلى الاستماع إلى التحذيرات على المستوى المحلي”، مؤكدا أن “الأمر جدي”.
وأعلن عدد من الولايات حالة الطوارئ بينها أوكلاهوما وكنتاكي، فيما ستنخفض الحرارة بشدّة وصولا إلى تكساس في جنوب البلاد.
وتغطي الثلوج أساسا عددا من الطرق في جميع أنحاء البلاد. وتحدثت وسائل الإعلام عن وقوع حوادث. وأغلق “آي-90” الطريق السريع الرئيسي الذي يعبر شمال الولايات المتحدة، في ولاية داكوتا الجنوبية. وقالت السلطات أنه لن يعاد فتحه قبل الجمعة.
وقالت إدارة النقل في ولاية داكوتا الجنوبية على موقعها الإلكتروني، الخميس، إن “عددا من الطرق الثانوية تعتبر حاليا +غير سالكة+ (…) والسفر على أجزاء منها مستحيل عمليا بسبب سماكة الثلوج وكثافتها”.
وحذرت إدارة الأرصاد الجوية الوطنية من أنها لاحظت انخفاضا كبيرا في درجات الحرارة “في غضون ساعة أو أقل”.
ونشرت سلطات ولاية وايومنغ صورا مذهلة للعاصفة التقطت من داخل سيارة أحد عناصرها الأربعاء. وفي الخارج كان من المستحيل رؤية أي شيء لأن “الرؤية معدومة”.
وألغيت أكثر من 5500 رحلة الخميس وتأجلت 24 ألفا أخرى حسب موقع تتبع الرحلات “فلايت-اويور”. وتأثر بهذه العاصفة خصوصا مطارا شيكاغو ودنفر.
وقالت السلطات إن الثلوج والرياح ستؤدي إلى عواصف ثلجية في بعض الأماكن مما يجعل أي تنقل “خطيرا إن لم يكن مستحيلا في بعض الأحيان”.
وتستعد كندا أيضا “لدرجات حرارة منخفضة بشكل غير معتاد لهذا الموسم” وتساقط ثلوج كثيفة واحتمال هطول أمطار متجمدة في بعض المناطق.
وقد شجعت السلطات سكان كيبيك مثلا على “إعداد خطط طوارئ والتزود بحقائب الطوارئ التي تحوي مياه شرب وطعاما وأدوية ومعدات للإسعافات الأولية ومصباحا يدويا”.
ويشهد المطار الرئيسي في البلاد في تورنتو تأخير عدد من الرحلات وإلغاء أخرى.
“تحدي غليان المياه”
يتوقع أن يشتد البرد في الولايات المتحدة الجمعة ويستمر خلال عطلة نهاية الأسبوع في عيد الميلاد. وقالت وكالة الأرصاد الجوية في بوفالو بنيويورك إنها “عاصفة تحدث مرة واحدة كل جيل”.
وستتأثر منطقة الغرب الأوسط والبحيرات العظمى بشكل خاص في نهاية هذا الأسبوع بعواصف ثلجية. ويتوقع أن تتدنى درجة الحرارة المحسوسة في منطقة السهول الكبرى إلى 55 درجة مئوية تحت الصفر.
وحذرت الوكالة من أن “منخفضا جويا بهذا الحجم يمكن أن يسبب تورما للبشرة خلال دقائق فضلا عن انخفاض حرارة الجسم والموت إذا استمر التعرض للبرد لفترة طويلة”.
ويمكن أن تهب رياح قد تصل سرعتها إلى ثمانين كيلومترا في الساعة مما قد يتسبب في سقوط أشجار وانقطاع للتيار الكهربائي.
ودفع البرد البعض إلى ممارسة “تحدي غليان المياه” إذ ينشرون لقطات فيديو يظهرون فيها وهم يرشقون الماء الساخن جدا في الهواء ليتبلور على الفور.
وحذر موقع الأرصاد الجوية الخاص “أكيو-ويذر” من احتمال تشكل “قنبلة إعصارية” مع التقاء الهواء القطبي بكتلة من الهواء الأكثر دفئا، مما يسبب انخفاضا سريعا في الضغط.
ومنذ الخميس يتوجه ملايين الأميركيين إلى المطارات في جميع أنحاء البلاد لموسم عطلات هذا العام “الأكثر ازدحاما” مما كان عليه عام 2021 مع عودة “إلى مستويات ما قبل الوباء”، وفق وكالة أمن النقل.
وينتظر أيضا أن تكون الطرق مزدحمة إذ يتوقع تنقل 102 مليون أميركي برا لقضاء العطل، وفق جمعية السيارات الأميركية.
وفي الإجمال، من المنتظر أن يسافر حوالي 112 مليون شخص ما لا يقل عن 80 كيلومترا بين 23 ديسمبر و2 يناير، وفق الجمعية، وهو ثالث أعلى مستوى منذ بدء إجراء هذه الإحصاءات عام 2000.