المخرج الهواري الغباري يضع اللمسات الأخيرة على فيلمه القصير “بوخنشة”
انتهى المخرج الهواري غباري من وضع اللمسات الأخير على فيلمه القصير “بوخنشة”، وهو فيلم مدته 13 دقيقة، لكنه يصيغ قضية إنسان يحمل بداخله من العنف ما يؤثث عمرا بكامله.
“بوخنشة” حكاية المتشرد غريب الأطوار، الشخصية المركزية للأسطورة التليدة التي رافقت خوفنا الطفولي. وهو الفيلم القصير الثالث للمخرج الهواري غباري، مدته 13 دقيقة، وهو يحكي قصة قاتل بدائي بالتسلسل، يعيش داخل غابة للدمى، حيث سيصنع هناك مصحة لعلاج أعطابه الموروثة والمكتسبة. ففي الوقت الذي يعتني فيه بدُماه ويحيطها بالحنان والعطف، نجد القتل هوايته، حين يتربص بضحاياه ويجهز عليهن بلا رأفة، وكأنه يمارس لعبته المفضلة.. ونهايته المحتملة هي فكرة مجازية لشيء آخر دفين أو سؤال وجودي عالق وسرمديّ لما هو مسكوت عنه في الغابة اللامرئية والقصية جدا لدواخلنا.
فيلم “بوخنشة”
يقول الغباري عن فيلمه الجديد “إنه حكاية دائرية لعنف خطي لهذه الغابة الكبيرة التي تسمى العالم…”. الفيلم من تشخيص كمال كظيمي، وراوية (فاطمة هراندي)، ومبارك المحمودي وحسناء مومني وابتسام كمال، وشارك في إعداد السيناريو والحوار إلى جانب الهواري غباري كريمة الحايك، ومن تصوير عادل أيوب. ومرة أخرى، ينجح المخرج غباري، كما عادته، في تقديم إشكالية وجودية للإنسان، إشكالية العنف المخبّأ في اللاشعور، الذي يمكنه السطوع في أي لحظة من حياتنا، حين نواجه عنفا متبادلا. وهكذا، يكون “بوخنشة” العمل الثالث بعد “القضية في الطاكية” و”تفاحة”، وكلها أعمال تتطرق إلى المسكوت عنه في المجتمع المغربي، ويعتمد فيها المخرج على مهارات شابة سواء من الفنانين أو التقنيين، ليقدم عملا فنيا يتميز بالاحترافية والمهنية العالية، حيث يُشهد له بتمكنه من عرض حالات إنسانية أو اجتماعية تتسم باضطرابات نفسية متعددة، في دقائق معدودة.