
في حالة المنطقة المغاربية، ورغم أنّ بعض الدول في المغرب العربي تصنّف على أنها مناطق معتدلة في النشاط الزلزالي، مع ذلك، المنطقة عرضة للتعرض إلى الزلازل المدمّرة نتيجة تقارب يحدث بين القارتين الإفريقية والأوروبية، خصوصاً الجزائر والمغرب اللتين شهدتا زلازل عنيفة في تاريخهما.
وتقع الجزائر والمغرب في منطقة توافق التقاء الصفيحة التكتونية الأورو آسيوية والصفيحة التكتونية الإفريقية، ما يجعلهما أكثر تعرضاً للزلازل.
الزلازل الأخطر في تاريخ المغرب
كان المغرب منذ الفترات القديمة منطقةً غير مستقرة زلزالياً، بحيث حدثت العديد من الأنشطة الزلزالية في تاريخ المغرب، منها ما كان عنيفاً وقتل الآلاف، ولعلّ أبرز الزلازل القوية التي ضربت المغرب ما يلي:
زلزال جبل طارق سنة 818
كان الزلزال الذي وقع في 28 مايو 818م، والذي ضرب ضفتي مضيق جبل طارق بين شمال المغرب وجنوب إسبانيا، هو أوّل زلزال يرصد في المصادر التاريخية بالمغرب.
تسبب هذا الزلزال في تدمير الأبراج والمنارات الواقعة في شمال المغرب، فيما لقي العديد من الأشخاص مصرعهم تحت الأنقاض.
زلزال 1522
في سبتمبر من عام 1522م ضرب زلزال عنيف المغرب، وتسبب في خسائر بمدينة تطوان، ودمار مدينة فاس.
زلزال لشبونة العظيم
في نوفمبر 1755، شهد العالم واحداً من أعنف الزلازل في التاريخ، وذلك بعد أن ضرب مدينة لشبونة البرتغالية زلزالٌ مدمر بلغ 9 درجات بمقياس ريختر.
وصلت قوة هذا الزلزال إلى السواحل المغربية التي تأثرت بحجم هذه الكارثة، خصوصاً مدينة طنجة التي تدمرت بشكلٍ كبيرٍ بوقع الزلزال الذي خلّف مقتل 10 آلاف شخص في المغرب فقط.
زلزال تطوان 1909
في 29 من يناير 1909، دمر زلزال عنيف فاق 7 درجات مدينة تطوان المغربية، مخلفاً مقتل 100 شخص وتدمير المدينة المغربية.
زلزال أكادير الكبير
في 29 من فبراير 1960، شهدت مدينة أكادير المغربية، زلزالاً دمر المدينة بأكملها وحولها إلى ركام.
وعلى الرغم من أن الهزة الأرضية كانت متوسطة إذ بلغت 5.7 درجة على مقياس ريختر.
لقد كانت 15 ثانية كافية لتودي بحياة 15 ألف قتيل، أي ما يعادل ثلث سكان المدينة وقتئذ، فضلا عن إصابة حوالي 25 ألف آخرين بجروح، حيث شكل زلزال أكادير كارثة طبيعية لم يعرف المغرب مثيلا لها من حيث الخسائر التي خلفتها.
فموقع “أكادير أوفلا” (الحصن العلوي)، الذي يعتلى الجبل المطل على المحيط الأطلسي، دمر عن آخره، بينما لحقت خسائر أقل بميناء المدينة الذي أصبح بعد الزلزال ملجأ لإيواء الناجين من الكارثة.