كأس العرش: نهضة بركان ووداد فاس من يدخل تاريخ المسابقة
لأول مرة اقترب فريقا نهضة بركان ووداد فاس، أكثر من أي وقت مضى، من دخول تاريخ مسابقة كأس العرش لأول مرة، وذلك بعد تأهلهم للمباراة النهائية التي ستجرى اليوم الأحد بالمركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط. خصوصية هذه المباراة تتجلى في كون الفريقين لم يسبق لهما التتويج باللقب في أي مناسبة سابقة، ولا يوجد في سجلهما أي فوز ببطولة المغرب، وبالتالي فالحافز الكبير بالنسبة لمكونات الناديين قبل أي شيء، هو دخول تاريخ كرة القدم الوطنية عبر بوابة كأس العرش.
كما أن هذه المباراة تعتبر امتدادا لنهائيات سابقة، جمعت بين فريق ينتمي للقسم الثاني وفريق يمارس ضمن القسم الأول، خصوصا وأن الوداد الفاسي أسقط الرجاء البيضاوي حامل اللقب في نصف النهاية، وهو في حد ذاته إنجاز، كما صرح بذلك مدرب “الواف” حسن أوغني، مشيرا إلى “أن أحلام الفريق لن تتوقف عند هذا الحد، بل سنقاتل من أجل الظفر باللقب رغم صعوبة المباراة “.
وإلى جانب إقصائهم للرجاء البيضاوي، وما لذلك من وقع إيجابي على نفسية اللاعبين، فإن عاملا آخر سيجعل حلم التتويج يكبر في ذهنية عناصر (الواف)، هو تجارب أندية أخرى بالقسم الثاني استطاعت إحراز اللقب، كالجار المغرب الفاسي سنة 2016 على حساب أولمبيك آسفي، والجيش الملكي سنة (1958-1959)، وجمعية الحليب سنة 1983، فضلا عن مجد المدينة سنة 2000. هذان العاملان لن يكونا وحدهما المتحكمين في أداء الوداد الفاسي، باعتبار أن المدرب أوغني يعرف كيف يحفز لاعبيه، واختيار الأفضل لتسيير دقائق المباريات، كما هو الحال عندما أصر على إشراك باعلا بديلا في مباراة الرجاء، إضافة إلى خبرة وتجربة ابن الفريق عبد السلام بن جلون الذي قال إن النادي سيضع كل إمكانياته من أجل تحقيق هذا الحلم الذي راوده مند التأسيس.
وإذا كان فريق الوداد الفاسي يخوض أول مباراة نهائية في تاريخه، فإن نهضة بركان سيكتشف أجواء اللقاء النهائي لكأس العرش لثالث مرة في تاريخه، وذلك بعد أن حرمه الكوكب المراكشي من حمل الكأس الفضية سنة 1987 بعد أن فاز عليه بأربعة أهداف للاشيء، وخسارته أمام اتحاد الفتح الرياضي بهدفين للاشيء سنة 2014. نهضة بركان، سيكون أمام فرصة سانحة من أجل استثمار الاستقرار الذي يعيشه على جميع المستويات، ومواصلة نسقه التصاعدي منذ التحاقه بالقسم الأول سنة 2012، حيث أصبح مثالا يحتدى في التسييرين الإداري والمالي، إلى جانب توفره على تركيبة بشرية تضم عناصر وطنية وأجنبية من بين الأحسن في البطولة الاحترافية.
ورغم أن الإطار الوطني منير الجعواني سيجد نفسه مضطرا لإيجاد بدائل لثلاثة لاعبين أجانب يعدون من ثوابت الفريق نظرا لمشاركتهم مع منتخباتهم، في مقدمتهم المهاجم الطوغولي لابا كودجو، والمدافع يوسوفا دايو وآلان تراوري من بوركينا فاسو، فإن السنوات التي أمضاها مع الفريق البركاني تجعله قادرا على إيجاد الوصفة التي بموجبها يتغلب على الطوارئ في حال حدوثها، إضافة إلى تجربته في مسابقة الكونفدرالية الإفريقية، حيث قاد فريقه لصدارة المجموعة الثانية، قبل أن يغادر المنافسات من دور الربع. نفس الرغبة تحدو اللاعبين، الذين أحرجوا بدورهم منافسا من العيار الثقيل، بإقصائهم للوداد البيضاوي في دور نصف النهاية، حيث قال المهاجم العربي الناجي في هذا الصدد، إن التأهل على حساب نادي من قيمة الوداد البيضاوي يمنح ثقة أكبر للاعبين لحصد لقب كأس العرش، معربا عن أمله في أن يكون “الحظ بجانبهم هذه المرة والخروج منتصرين”. يذكر أن الفريق الذي سيتوج بلقب كأس العرش سيمثل كرة القدم المغربية في مسابقة كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم إلى جانب حسنية أكادير. ومن المحتمل أن يرتفع عدد الأندية المغربية إلى ثلاثة في حال فوز فريق الرجاء البيضاوي حامل لقب كأس العرش على فيتا كلوب الكونغولي في المباراة النهائية لكأس “الكاف”.