
لحظة اعتقاله كان يحمل مفاتيح مقرات منظمة إلى الأمام..رفاق لزعزاع يطلقون نداء من أجل ملتقى الوفاء عند قبره+صور
أصدر مجموعة من رفاق المناضل عبدالله زعزاع، نداء قالوا فيه، إنه و كما في علمكم جميعا أيهاالإخوة والرفاق ستحل يوم الحادي عشر من ماي القادم الذكرى الثانية لرحيل العزيز و الأخ الأكبر والرفيق الحميم عبدالله زعزاع،
و أن هذه المناسبة ذات الخصوصية المثلى، حيث يتذكر أغلبنا خلالها لحظات مشرقة من تاريخنا المغربي النابض والتي جمعتنا بالراحل فكرا وروحا وكفاحا صادقا من أجل الحق في الكرامة، والحرية، وسعادة الإنسان وطنيا، وأيضا في أبعاده الكونية.
وأضاف نص النداء، قائلا، إنه ولهذا فإننا نحيطكم بأن زيارة لقبره،و التي نعتبرها زيارة جماعية رفاقية عالية المحبة لروحه وذكراه، سيتم تنظيمها يوم السبت 6 ماي انطلاقا من الساعة الثالثة والنصف بمقبرة الغفران بالدارالبيضاء، داعيا إلى الالتقاء الجماعي بجواره حفظا للعهد وانتصار للعشق والود.
المناضل عبدالله زعزاع، عاش “ظلمة” الزنازين لسنوات طويلة قضاها في السجن، لكنه عاشها قارئا بنهم وخاض فيها تجربة مراجعة نوعية وغير مسبوقة، بسبب نضالاته القوية بعد تأسيس منظمة إلى الأمام عام 1972، التي كانت تعارض نظام الحسن الثاني وتطالبُ بإسقاطه. زخمُ المرحلة وتعقيداتها وتنازلاتها، طبع مسار عبد الله زعزاع، لا سيما بعد الحكم عليه بالسجن المؤبد عام 1977 وسنوات العذاب التي قضاها في درب مولاي الشريف.
كان زعزاع، لحظة اعتقاله يحمل مفاتيح مقرات تابعة منظمة إلى الأمام، بسبب أنه كان المسؤول الأول لوجستيك وحماية مناضلي هذه المنظمة، وبالتالي كان ذلك سببا في تعرضه لتعذيب جهنمي ظل يحنل اثاره في جسده حتى رحيله.
ذكر في كتابه “معركة رجل من اليسار”، أن الاعتقال كان لحظة صعود الحافلة بالقرب من ساحة مارشال، حيث تجمّع حوله رجال الشرطة بالزي السري، وأسقطوه أرضا ووضعوا القيود في يديه يوم 28 يناير 1975، ليساق إلى درب مولاي الشريف، وبعدها إلى السجن المركزي بالقنيطرة، بعد الحكم عليه بالمؤبد، حيث سيقضي 14 سنة من الاعتقال، قبل أن يأتي العفو الملكي سنة 1989.
قال الناشط الحقوقي والسياسي عبد المومني فؤاد، “لا أقول في الفضائات الحميمية إلا ما أكون مستعدا للتصريح به مرفوعَ الرأس أمام التلفزيون أو في قفص اتهام المحاكم”، وأضاف في تدوينة له على صفحته على الفايسبوك، قال فقيدنا عبد الله زعزاع هذه الجملة سنة 1990، لما كنا نبلور مع ثلة من الرفاق مرجعية جريدة “المواطن” والعناوين التي ستعوضها بعد تعرضها للمنع تباعا بعد صدور عددها الأول أو بضعة أعداد.
وتابع، هذه الجملة هي ما كنت أمارسه منذ مدة ليست بالقصيرة، وهي الجملة التي واضبت على ترديدها كلما سألني صحفي أو باحث إن كنت أمانع في تضمين هويتي في نصوصهم عند ذكر أقوالي، وهي من أعز ما تركه لي / لنا الفقيد العزيز زعزاع ميراثا ووصية.
تعرض زعزاع للتعذيب بـمعتقل درب مولاي الشريف، حيث وجد نفسه بين نارين، نار الحفاظ على أسرار التنظيم الذي كان ينتمي له (إلى الأمام)، حيث كان مسؤولا عن لوجيستيك المنظمة، وعن توفير أماكن الاختباء لأعضائها، ونار التعذيب التي كانت تزيد لدفعه للاعتراف.
وأدين عبد الله زعزاع، مجموعة أبراهام السرفاتي، بالسجن المؤبد خلال محاكمة 1977 بالدار البيضاء، لكنه قضى 14 سنة بالسجن. ألف عبد الله زعزاع كتابا عنونه ”معركة رجل من اليسار ” حكى فيه عن تجربته السياسية بمنظمة ” إلى الأمام “، وعن أهم اللحظات التي قضاها ضمن أنشطتها، وعن السجن وما عاناه تحت التعذيب وأقبية ”درب مولاي الشريف”.
كما كرس حياته للعمل الجمعوي والحقوقي بمختلف أحياء مدينة الدار البيضاء تارة، وفي الدفاع عن المعتقلين السياسيين، كما كان من أبرز الوجوه الداعمة لحركة 20 فبراير.