بثينة المكودي
في مجتمعنا وتنشئتنا الاجتماعية كمغاربة،يرسخ في أذهاننا وفي تربيتنا قمع بعض العواطف والمشاعر، بالرغم من أنها، جزء من طبيعتنا الإنسانية نساء ورجال، وجزء من كينونتنا، فالبكاء مثلا والإحساس بالخوف والحزن والفرح، مشاعر فطرية تخلق مع الإنسان، وليست مكتسبة،لدى ينصح الأخصائي النفسي محمد لوغزالي بضرورة التعايش معها وتقبلها،فهي عواطف ذات أهمية وتساهم في تحفيز قدرات الإنسان وحمايته من عدة عوامل خارجية.
يقول الاخصائي النفسي محمد لغزالي، أن عواطف الحزن،والخوف والغضب وحتى الفرح هي مشاعر إنسانية، لا يمكن تجاوزها أو إهمالها، بل يجب تقبلها والتعامل مها لتتحول الى نقط قوة وطاقة إيجابية، حيث ينصح في حالة الغضب بأخد الوقت اللازم مع الذات، وتقبل فكرة ان الغضب إحساس طبيعي ناتج عن عدم القدرة على تغيير الأمور، فقط يجب التعبير عنه بطريقة عقلانية بعيدة عن الانفجار، الناتج عن تراكم هذا الإحساس، وعدم البوح به في وقته، ويشير إلى أن عدد من الأشخاص، يعتقدون أن التعبير عن الغضب يتمثل في الصراخ وأحيانا السب والعنف، إلا أن التعبير عنه فور الإحساس به يجعله أقل حدة،وينص الاخصائي النفسي على أهمية تحديد الأهداف خلال الإحساس بالغضب،لأن الغضب هو فرصة لتجاوز التحديات،وتحقيق الأهداف حيث أوضح أنه يدفع الانسان للشعور بطاقةٍ وقوة، يجب استغلالها في تحقيق الأعمال والأهداف، عوض الصراخ والسخط والعنف.
وعن الخوف يقول الأخصائي النفسي، أنه سر الأمان، لولاه لما تمكن الإنسان من النجاة من المخاطر، والاستمرار في الحياة،فقط لا يجب ان يتحول الى فوبيا،كما يوضح أنه يدفع للتضامن وتآزر، ويعزز المناعة الذاتية، وينصح الأخصائي محمد لوغزالي الأفراد، بالبحث الدائم عن سبلٍ تحول نقط ضعف الإنسان إلى قوة، حيث ينصح في حالة الحزن بالرجوع إلى الذات ومحاولة التصالح معها، موضحا أنه فرصة للإنصات إلى النفس والبحث عن السلم الداخلي.
وفي الأخير يضيف الأخصائي النفسي أن على مجتمعنا تغيير نمط التعامل مع العواطف، وأن يترك العنان للتعبير، والتعايش مع هذه العواطف لما لها من أهمية في سلامة الإنسان وصحته النفسية والجسدية.