ارتح حبيبي لك السماء والمجرات..نام إلى الأبد رمزٌ عزيزٌ فنانٌ مرهفٌ “عبداللطيف الدرقاوي”
15/11/2023
0
تعرض رفيقنا العزيز الدرقاوي والذي لم تكن حالته الصحية على ما يرام لحادثة في باريس حيث صدمته سيارة يوم 6 نونبر 2023.
لقلم المصطفى مفتاح
الدرقاوي في غيبوبة وفي وضعية حرجة نتمنى أن يتجاوزها.
الرفيق الصنديد الرقيق الفنان الحالم من مؤسسي الحركة الماركسية-اللينينية المغربة وأحد وجوهها وقادتها الرواد شهد ماي 1968 في باريس وربيع تشيكوسلوفاكيا في براغ من ممثلي الحركة في المؤتمر الرابع عشر للاتحاد الوطني لطلبة المغرب كان يطمح وأحلم معه بإبداع عمل حول “المراكشي”. لم تسعفه لحد الآن صحته.
الدرقاوي مر في تجربتي وما تزال بصماته حاضرة كنهر جلل من الوميض والتواضع وروح النكتة وصادق المحبة والابتسامة التي تعيد المستضيء بها الى رشده الإنساني.
الثلثاء 14 نونبر 2023
قبيل الواحدة زوالا وصل خبر تفكيك الروابط بين الرفيق عبد اللطيف الدرقاوي ومعدات العناية المركزة والتنفس الاصطناعي وغيرها في الساعة 13 وبضع دقائق كان يرفض أن تنقطع أنفاسه
على الساعة 13 و49 دقيقة وصل خبر الرحيل.
نام عبد اللطيف الى الأبد، توقف النبض على حياة كانت سنواتها الأخيرة عذابا تلطفه لحظات تتناقص شيئا فشيئا مع الانقطاع التدريجي للزيارات الا من بعض الرائعين الذين ثابروا نيابة عنا ووقفوا منذ الحادثة
نام الى الأبد رمزٌ عزيزٌ فنانٌ مرهفٌ وأخد معه ربما أحسن ما كناه.
لا أقوى لا على العزاء ولا على الحزن ولا على التذكر.
لعلك الآن ترتاح قليلا صديقنا ورفيقنا الأعز لشد ما عانيت هذي السنين الأخيرة تواجه المعاناة بالبسمة الرائعة.
ارتح حبيبي ودعني وحزني أرى عينيك تمرقان ثم ترسيان في دعة خجولة مُسْتَفزَّةٍ تعقل ذلك الأسد الأسطوري الذي أتبينه فيك وأنت تقرض شبابك يستضيء ويضئ متاريس 1968 في باريس وبراغ ودهشتك الطفولية ذات السخرية الودودة
أجالسك في مقهى باريسي لعل اسمه “أوروبا” أو ننزل ضيوفا على الولدين حول بعض العيد الكبير فتتشح منك النظرات بعض السهوم وتقفز لتنظرا الى ابن الحاج المراكشي حيث كان منذ لحظة أو حيث سيصير بعد هنيهة ترسم في سمائك غيما مذهولة قليلا تساقط فراشاتها ندفا على ندف يجري تحتها خيالك الذي راح ينأى ثم يرجع معلنا بسمة حيية معتذرة.
تختلط نكتك المقَتِّرَة بالذكريات فتحرك جسمك الطويل المتطاول حين تمشي وذو الزاوية الحادة حين تجلس على جانب المائدة وتضحك أنت ولا أقوى.
ولا أقوى على البكاء على أيامك البائسة كأنك بطل وجودي لنجيب محفوظ ولسانك يقول بلغته السرية “أصل المصائب مهارتان: مهارة قرد مفقود ومهارة عبد اللطيف صابر يحب النظام في الزنزانة والآخرون متعهدو التغذية الموافقة مرة ل”ما العمل؟” ومرة أخرى ل”الدولة والثورة” و لأغاني وودستوك وفيروز التي لا تبوح بأسرارها.
لكن الأسد المختبئ فيك يحيا ترسم زئيره السري والثوري وأنت تجوب تلك السنين الأولى لهذه الحركة الماركسية-اللينينية الآتية من الأمير عبد الكربم وماو وطلاب الغرب الثائرين ثم وثم وثم من فلسطين لعلك قبل مصابك وحتى الآن تراوح انتماءك السري للانفطار إربا ارباً والإحساس بانتصار صعب أعاد القضية الى قلب جدول الأعمال.
كان لك جيش من الألقاب صارت لك فرقة فقط مدرعة لك وحدك أيها الصنديد حين أصبح أو أمسي اليك يا “هيئة الأركان” يا رفيقي وعنوان حزني.
ارتح حبيبي لك السماء والمجرات بركان للهَيَمان وكل أبعاد وفائي والمسام.