حركة “السلام الآن” الإسرائيلية: طفرة بالنشاط الاستيطاني في الضفة منذ شنّ الحرب على غزة
رصدت حركة "السلام الآن" الإسرائيلية طفرة بالنشاط الاستيطاني في الضفة الغربية منذ بداية الحرب على غزة.
وأشارت، في تقرير لها وصل “الأيام”، إلى أنه منذ بداية الحرب في 7 اكتوبر الماضي، أنشأ المستوطنون أو أعادوا إنشاء ما لا يقل عن عشر بؤر استيطانية، تم إخلاء بعضها في الماضي ثم أعيد بناؤها.
كما أشارت إلى أنه تم توثيق ما لا يقل عن 18 طريقاً جديداً أقامها المستوطنون بالضفة الغربية، مع ظاهرة جديدة تتمثل في قيام المستوطنين بإغلاق طرق مرور الفلسطينيين خلافاً للأوامر العسكرية، منوهة إلى وجود جزء كبير من البؤر الاستيطانية والطرق على أراضٍ فلسطينية خاصة.
وأشارت أيضاً إلى وسيلة أخرى لفرض السيطرة على مناطق مفتوحة واسعة النطاق، وهي بناء أسوار تمتد لمئات الأمتار وحتى الكيلومترات.
ولفتت إلى أنه “خلال الحرب الحالية في قطاع غزة، نشهد زيادة في مشاركة المستوطنين في القرارات الأمنية والمدنية المتعلقة بحياة الفلسطينيين في الضفة الغربية. ومن الاتجاهات الناشئة منذ نهاية تشرين الأول منع فتح الطرق أمام المركبات الفلسطينية، وإغلاق مداخل القرى الفلسطينية”.
وقالت: “منذ 7 اكتوبر، أغلق الجيش مئات نقاط الدخول والخروج إلى البلدات والقرى الفلسطينية على طول محاور النقل الرئيسة في الضفة الغربية. ومع نهاية تشرين الأول، بدأ الجيش في رفع بعض الحواجز، ما سمح بقدر أكبر قليلاً من حرية الحركة للمركبات الفلسطينية على الطرق الرئيسة في الضفة الغربية”.
وأضافت: “ومنذ ذلك القرار، اندلعت الاحتجاجات وإغلاق الطرق، بمبادرة من المستوطنين الذين يزعمون أن الجيش “يعرض أمنهم للخطر” من خلال السماح للفلسطينيين بمغادرة قراهم. وفي كثير من الحالات، يقوم المستوطنون، بمن فيهم العائلات والنساء والأطفال، إلى جانب الشباب، بإغلاق طرق المرور. وفي معظم الحالات، يقوم الجيش بتأمين الاحتجاجات ويستجيب لمطالب المستوطنين بإبقاء طرق السير مغلقة”.
وقالت الحركة: في أعقاب ثلاثة أشهر من الحرب في غزة، نشهد طفرة غير مسبوقة في الأنشطة الاستيطانية، بما في ذلك بناء البؤر الاستيطانية والطرق والأسوار وحواجز الطرق من قبل المستوطنين”.
وأضافت: “ويواصل المستوطنون سيطرتهم على المنطقة (ج) في الضفة الغربية، ما يزيد من تهميش الوجود الفلسطيني”.
وتابعت: “وإلى جانب عنف المستوطنين المستمر، سلطت التقارير الصادرة في تشرين الثاني الضوء على إنشاء بؤر استيطانية وتعبيد الطرق، ما ساهم في انتشار ظاهرة حواجز الطرق، وتمنع هذه العوائق الفلسطينيين من الوصول إلى الطرق الرئيسة في الضفة الغربية، ويتم نصب الحواجز على طول هذه الطرق لإعاقة حركة الفلسطينيين وتواجدهم في مختلف المناطق العازلة”.
وتعقيباً على ذلك، قالت الحركة: “استغل المستوطنون أشهر الحرب الثلاثة في غزة لفرض الحقائق على الأرض والسيطرة بشكل فعال على مناطق واسعة في المنطقة (ج)”.
وأضافت: “ويقرر المستوطنون مكان بناء الطرق والبؤر الاستيطانية بشكل مستمر، متجاهلين الوضع القانوني للأرض. وهم مستمرون في بناء البؤر الاستيطانية على الأراضي الفلسطينية الخاصة، وتحديد المناطق المفتوحة، وتقييد حركة الفلسطينيين في الضفة الغربية”.
وتابعت: “تسمح البيئة العسكرية والسياسية المتساهلة بالبناء المتهور والاستيلاء على الأراضي دون رادع تقريباً، مع الحد الأدنى من الالتزام بالقانون. والنتيجة ليست فقط الإضرار الجسدي بالفلسطينيين وأراضيهم، بل أيضاً تحول سياسي كبير في الضفة الغربية. ويجب وقف هياج المستوطنين دون رادع فوراً”.