حل الثلج و تساقطت الأمطار أخيرا في فصل اتّسم بالجفاف والقساوة، خاصة على ضحايا زلزال المغرب لجمعة 8 و سبت 9 شتنبر 2023، الذين لا يزالوا قابعين الخيم، وفي انتظار وعود قدمت لهم من أجل جبر الأضرار التي لحقت بمساكنهم و بأسرهم.
متضرري زلزال المغرب بالاطلس الكبير المعروف قصرا بزلزال الحوز، يفترشون العراء مع ذويهم وأسرهم، في انتظار إعادة إعمار بيوتهم، منهم من ترك عمله ليجد نفسه في وضعية معطل، لعدم رغبته في ترك أسرته وحيدة ودون مأوى والسعي نحو لقمة العيش خارج الدوار، ومنهم من فقد ماشيته وموارد رزقه، ومنهن من فقدت زوجا او أبا، أخرى بعد ان كانت في بيت أبيها مكرمة، تجدها الان وبعد الاحصاء في بيت أخيها ضيفة عليه وعلى زوجته،
هي قصص صغيرة في كل خيمة ، لكنها تحمل في طياتها مأساة كبيرة للمتضررين، فهم وهن الأدرى بظروفهم التي غالبا لا يتمناها أي إنسان.
يشتكي أهل الأطلس المتضررين بالزلزال من الإهمال والنسيان، فبالرغم من احتجاجهم و مشيهم على الاقدام في مسيرات، رافعين حناجرهم طلبا للإغاثة من البرد القارس وقساوة الثلوج،لازالوا ضحايا الاهمال على حد تصريحهم،ويناشدون المسؤولين بتنفيذ الوعود الملكية التي أثلجت صدرهم ومسحت دموع فراق فلذات أكبادهم وعائلاتهم،
يقول يوسف عضو تنسيقية ضحايا الزلزال باقليم تارودانت،”إن الملك نصره الله بث في قلوبنا السكينة و الطمأنينة، ونحن الآن تحت رحمة المسؤولين عن تنفيد الاوامر الملكية، ونريد أن يصل صوتنا لجلالته ، لمناشدته بالتدخل من أجل إنصافنا.
وأضاف نفس المصدر أن المتضررين و المتضررات من زلزال الحوز و الأطلس الكبير، ينتظرون إعادة الإعمار،وكلهم استياء ويأس من التماطل و الإهمال الذي لحقهم،
كما أوضح، أن أغلب الضحايا لم ينصفوا من طرف السلطات العمومية، ولم يتم إدراجهم في لائحة المتضررين بدون تفسير أو توضيح، وأشار يوسف إلى أن اللجنة المكلفة لجأت للعشوائية في تصنيف المتضررين والمتضررات، ولم تعتمد المقاربة التشاركية، حيث لم تشرك المعنيين في الموضوع، وتم اللجوء إلى أشخاص لا يعرفون خصوصية المنطقة بل لا ينتمون إليها.
ضحايا زلزال المغرب في انتظار المأوى وجبر الضرر الذي لحق بهم،يقاومون البرد وصعوبة الحياة، فهل من مستمع إلى شكواهم وشكواهن، بقلب رحيم وعقل سليم؟، عسى أن تتحول فاجعتهم لفرصة للتنمية،ولتحقيق العدالة المجالية، غير متناسين أن افتراشهم العراء وسط التساقطات الثلجية والأمطار هو “سطاج الوحش”.