يُدفع الناس بشكل متزايد للتفكير والعمل بسرعة، لتصبح مسألة اللا مبالاة مهارة فنية ضرورية في عصرنا الحديث ، في صباحيات اليوم سنتطرق الى ما هي للا مبالاة بالضبط؟ وكيف يمكن أن تُصف بأنها القدرة على التخلي عن الاهتمام أو الاكتراث بأمور معينة، سواء كان ذلك بشكل مؤقت أو دائم،
اللا مبالاة هي حالة عدم الاهتمام أو الاكتراث بشكل عام تجاه الأمور المحيطة بالفرد أو المجتمع، وتكون مؤقتة أو دائمة، حيث تظهر في مختلف الجوانب من حياة الفرد، مثل العمل، والعلاقات الاجتماعية، والقضايا البيئية والسياسية. وتتجلى بالملموس في عدم الاكتراث بما يجري حول الشخص، وذلك نتيجة لعوامل مختلفة مثل التعب، الإحباط، أو الشعور بعدم القدرة على التغيير،
في زمن السرعة والتقلبات، يعتبر البعض اللا مبالاة وسيلة للحماية الذاتية، حيث يمكنها المساعدة على التعامل مع الضغوطات والمشاكل بشكل أكثر هدوء وسلاسة، إذا ما نظرنا إلى الجانب الإيجابي، فاللامبالاة تساهم في تقليل التوتر وتحسين الصحة النفسية، حيث أن في كتاب فن اللامبالاة “The Art of Not Giving” للكاتب Mark Manson، نجد نقاط نظر مثيرة للتأمل حول كيفية تحديد الأولويات في الحياة والتخلي عن الأشياء التي لا تهم حقًا.
ومن جهة آخرى تثير اللا مبالاة أيضًا قضية الأخلاق والمسؤولية، فهل هي مجرد غياب الاهتمام، أم هي إشارة إلى قلة الاكتراث والتحمل المجتمعي؟ ، حيث يتسبب الانغماس الزائد في اللا مبالاة في تجاهل القضايا الهامة وعدم المساهمة في تحسين الظروف الاجتماعية والبيئية.
وفي سياق معاكس، فاللامبالاة احيانا وسيلة لتخفيف حدة الضغط، وفرصة للهروب المؤقت، قصد وضع مسافة مع الشخص والمشكل القائم،من اجل ايجاد حلول بطريقة عقلانية، فإذا نظرنا إلى الفن مثلا ، نجد اللا مبالاة مصدر إلهام لإبداعات فنية ، إذ ويتجسد ذلك في أعمال تعكس الهدوء والانفصال عن الضجيج الحاضر في العالم الحديث.
يبقى فن اللا مبالاة موضوعًا معقدًا يثير الكثير من التساؤلات حول مفهومه وأثره على الفرد والمجتمع، وتظل التحديات والفرص المتعلقة بهذا الفن مرآة التوازن الدقيق بين الاكتراث والانغماس في العالم المحيط وبين الحفاظ على الصحة النفسية والعقلية للفرد.