التضليل في قضية غزة بوهم محاربة الإسلاموية والعروبية
16/07/2024
0
بقلم: الاعلامي والروائي خالد أخازي
هناك تعويم تضليلي للمقاومة الفلسطينية، بربطها بالعروبية والقومية، ورفضها من منطلق هوياتي لا عروبي، أو ربطها بالإسلام السياسي، هل يعلم من يزايدون على المقاومة بمضاداة العروبية والإسلاموية، أن إسرائيل تبيد غزة باسم عقيدة دينية تشرعن بها القتل وحق الشعب المختار في العودة، بل تبرر بها الإبادة والذبح…؟ ألا يعلم من يزايدون على المقاومة أن الاحتلال تأسس على مرجعية عرقية عنصرية، دولة الي- هود…. وهيكل سليمان؟
هذا الخلط تضليل وترسيخ للوهم… فحين نصطف إلى جانب غ-زة، فإننا نصطف إلى جانب شعب مقهور انتزعت منه أرضه باسم العرق والدين، ويحق له أن يقاوم من أجل الكرامة والحرية، ما ذنب الفلسطينيين إن كانت حما- س هي التي صمدت في وجه الاحتلال وقدمت النفيس والغالي من أجل الحرية…؟
لو كانت حماس تريد السلطة لاكتفت بما وصلت إليه ورمت السلاح… القضية…لسيت صراعا مسكونا بالعروبة والإسلام، بل صراعا ضد محتل، ضد الإبادة الجماعية التي أدانتها ولو باحتشام المحكمة الدولية،ومن أجل حقوق يضمنها القانون الدولي، الشارع الغربي بممؤسساته الثقافية والسياسية اصطف إلى جانب غزة، وأدان التقتيل والإبادة… فما تركتم للشارع العربي… أيها المهرولون..
حتى من يتعاطف باسم الدين والعروبة هذا خيار يجد مبرره في قيام الاحتلال على الهوياتية العب- رية والتل- مودية… فاسرائ -يل تأسست على العرق والعقيدة… فلمَ حرام على حم- اس وحلال على المحتل…؟ لم َ تدفعون العربي أن يخجل من عروبته والمسلم أن يخاف من عقيدته كلما أراد التضامن مع غ..-زة..؟ والقضية أكبر من العرق والعقيدة…. إنها قضية يلتقي فيها كل أحرار وشرفاء العالم…
لا تضللوا…. ولا تعوموا القضية…!
ونحن بغض النظر عن هويتنا الثقافية والسياسية والعقدية… نصطف حيث وجد الحق الفلسطيني…
ومن قوة التضليل يتردد اليساري والحداثي من التعبير عن تضامنه، لأنه يخشى من مستنقع التعويم… والحقيقة أن انتخابات فرنسا أعطتنا الدليل والدرس السياسي من خلال الخطاب السياسي جان للوك ميلانشون، الصحافي والسياسي اليساري الفرنسي الذي عنوانه” إدانة إسرائيل لا تخرج من اليسار، ولا تفقد وهج النضال…”
الصورة تحرج الجبناء….ليسوا عربا ولا مسلمين… لكنهم بشرٌ… يكفي أن تكون إنسانا لتدافع عن غز-ة التي تباد…