الرئسيةرأي/ كرونيك

قبل 7 أكتوبر…لو كان العالم بدون “حركة حماس”

بقلم الصحافي المقيم بكندا: عمر لبشيريت

تخيل عالما، أو بالأحرى الفلسطينيين بدون “حماس”، هل ذلك ممكن؟ نعم ممكن جدا، وأكثر من ذلك سؤال مشروع ومن حق الناس طرحه.

غداة السابع من أكتوبر 2023، وفي عز اشتداد المعارك وارتفاع التقتيل والدمار الممنهج، كان المحللون، والإعلام الغربي وحتى بعض الإعلام العربي، يطرحون المعادلة التالية: كل ما وقع بسبب “حماس” وما يعيشه الفلسطينيون كان بسبب وجود “حماس”. والحل هو التخلص منها حتى تنعم المنطقة ويعيش الفلسطينيون في سلام وهناء..

لنمارس هذه اللعبة، لنذهب بعيدا ونقول “هذه حركة إرهابية ومتطرفة وخوانجية وقضت على القضية الفلسطينية”، فلنتصور وضع الفلسطينيين والشرق الأوسط بدون هذه “المنظمة الإرهابية الدينية المتطرفة العميلة”.

هل يمكن أن نتخيل ذلك؟ ممكن، كما قلت. لكن صبرا، لماذا نحلم أو نتخيل. عالم وفلسطينيون بدون “حماس” موجود فعلا ومتحقق على أرض الواقع منذ عقود، فلماذا نتخيله؟!

هذا العالم الخالي من “حماس” متحقق على أرض الواقع واسمه الضفة الغربية ويعيش فيه فلسطينيون.

بل أكثر من ذلك، لا تحكمه هذه “المنظمة الارهابية الخوانجية”، بل يحكمه رئيس علماني اسمه محمود عباس ويدين بالولاء لحركة علمانية اسمها “حركة فتح”.

وعالم الضفة الغربية، الخالي من “حماس”، يتعاون رسميا مع إسرائيل سياسيا وأمنيا ، بل يدخله الجيش والشرطة الإسرائيلين وقت ما شاؤوا. أكثر من ذلك تسهل السلطة الفليسطينية عمل نظيرتها الاسرائيلية ولا تعرقل عملها وتسلمها “المشاغبين” و “المطلوبين” من أبناء الضفة.

فما هو وضع هذا العالم الخالي من “حماس”، وماذا أهدى نتانياهو لهذا العالم، أو للضفة الغربية..

سنكتفي فقط بحصيلة سنتي 2021/2022( لأن الجرد طويل وطويل جدا).

إليكم منجزات عالم بدون “حماس”:

– هدمت إسرائيل أزيد من 2000 منزل للفليسطينيين، مما أدى إلى تشريد وتهجير أكثر من 2200 عائلة.
– هدم ومصادرة أزيد من 143 مبنى ومحل يملكه فليسطينيون بالقدس الشرقية
– صادرت إسرائيل في سنة واحدة(2024)12,7 كلم مربع من الأراضي الفليسطينية بالضفة
– قامت إسرائيل بجرف عشرات الهكتارات من اراضي ومزروعات الفلسطينين بشكل دوري.
– حسب مصلحة السجون الإسرائيلية، احتجزت إسرائيل، ما بين 2021و 2022 حوالي 200 طفل فلسطيني تتراوح أعمارهم بين 12 و 17 عاماً. 2021.

– أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن القوات الإسرائيلية قتلت 53 طفلا فلسطينيا، بين 2022و 2021.
– أصبحت الضفة الغربية تضم نحو 176 مستوطنة و186 بؤرة استيطانية، يسكنها 726 ألفا و427 مستوطنا.

– أصبحت المستوطنات الإسرائيلية تشكل ما نسبته 42% من مساحة الضفة الغربية، وتمت السيطرة على 68% من مساحة المنطقة “ج” لمصلحة المستوطنات، وهي منطقة تضم 87% من موارد الضفة الغربية الطبيعية و90% من غاباتها و49% من طرقها.

– ما بين 2022 2023، جرت الموافقة على حوالي 24300 وحدة سكنية داخل المستوطنات الإسرائيلية القائمة في المنطقة ج بالضفة الغربية.ويشمل هذا الرقم حوالي 9670 وحدة سكنية جديدة في القدس الشرقية.

هذه خلاصة مقتضبة جداً جدا للوضع، خلال سنتين فقط،نعم سنتين لاغير، في الضفة الغربية، الخالية من “حماس”. لن أتحدث عن القتل ومنع التنقل بين مدن الضفة ولا عن غياب الماء وقنوات الصرف الصحي ولا عن مخيمات اللاجئين والفقر والبطالةو…

هذا هو العالم الآخر بدون “إرهاب” وبدون “خوانجية” وبدون “عملاء طهران”.

هذا ما أعطته وأهدته إسرائيل للسيد محمود عباس و”حركة فتح” والسلطة الفلسطينية “الكيوت” و “العلمانية” والمعتدلة والمسالمة والمتعاونة مع إسرائيل . هذا ما استحقه العالم الذي نتخيله بدون “حماس”.

فمرحبا بكم في عالم “الضفة الغربية”.

*الصورة: مستوطنات إسرائيلية فوق أراضي زراعيّة بالضفة الغربية

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. المقال يقفز على مسالة المقاومة في هذا التخيل او الحلم بفكرة عالم بدون حماس، التي تنتشر في السهل كالهشيم. الكيان الصهيوني يهجم على الصفة ويقتل ويدمر المخيمات ويقتله ويجرف اراضيها ويستوطنها من اجل عيون عباس. بل لأن المقاومة كانت تسري في دم وعروق كل الفلسطينيين. من ينسى صمود جنين سنة 2002. وظهور كتاءب قتالية شبابية فيما بعد. كتيبة الاسود نموذجا. من كان يشاهد قناة فلسطين مند سنين، يعرف انه يستيقظ كل صباح على شهيد و شهداء. واقتحامات… واعتدءات..مما سهل على مهندسو النقاومة في غزة ان يكونوا هلايا لحماس اي القسام وسرايا القدس في الضفة . اذن الضفة مقاتلة ومناضلة داءما واعطت الكثير. ادخال عباس والسلطة والتنسيق الامني غير محسوب بدقة. فلسطين لا تختزل هذا الجزء من سكانه ولا يمكن ان تتخلى عن حركة فتح نظرا لسجلها المقاوم وكفاحها مذلك قبل الوقوع في فخ اوسلو. حاليا هناك حوار بين حماس وفتح بالقاهرة. الشهيد العاروري من حماس ، قبل استشهاده تكلم عن عباس والسلطة وتمنى ان ينجحوا في مهمتهم الرسمية داخل النظام العربي الرسمي والمجتمع الدولي.. ويعرف انهم مكبلين داخل عقدة ستخل من طرف المقاومة التي استعادت المبادرة. والحلول يطرحها الميدان على الجميع ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى