شهدت المناطق الشمالية لمدينة أكادير، وتحديداً في أورير وتغازوت، استنفاراً غير مسبوق من قبل السلطات المحلية بهدف وضع حد لانتشار الإسطبلات العشوائية التي باتت ملاذاً للأحصنة والجمال والحمير المستخدمة في نقل السياح على الشواطئ كما تساهم في جذب السياح عبر تقديم خدمات مجمعة من الأنشطة الترفيهية، لكنها تفتقر إلى الرقابة الصحية والتنظيمية، مما قد يؤدي إلى تدهور صورة السياحة في المنطقة، فضلاً عن الأضرار البيئية المحتملة التي تنجم عن تواجد مثل هذه الأنشطة في مناطق غير مهيأة لذلك.
يأتي هذا التحرك في إطار جهود مكثفة من قبل السلطات للحفاظ على النظام العام والحد من الفوضى التي تسببها هذه المرافق غير المرخصة والتي تشكل مصدر قلق بيئي وأمني.
و نسقت السلطات المحلية مع مصالح الدرك الملكي في شن حملة شاملة استهدفت عدداً من الإسطبلات العشوائية التي تم تشييدها دون تراخيص قانونية، هذا و شملت الحملة مرائب عشوائية مخصصة للدراجات رباعية الدفع في تغازوت، التي يتم تأجيرها للسياح دون أن تكون هذه الدراجات مزودة بالوثائق القانونية اللازمة، وأفادت نفس المصادر أن هذه الدراجات تُستخدم بشكل غير منظم، مما يزيد من المخاطر على السياح الذين يستأجرونها ويعرضهم لحوادث محتملة.
و أسفرت الحملة عن حجز عدد من الخيام والمعدات الخاصة بالإسطبلات العشوائية، بما في ذلك السروج وغيرها من الأدوات التي يتم استخدامها في هذه الأنشطة غير القانونية. كما تمت مصادرة عدد كبير من الدراجات رباعية الدفع التي لا تتوفر على الوثائق القانونية المطلوبة.
و يعكس التحرك الاخير جدية السلطات في التعامل مع هذه الظاهرة التي تشكل تهديداً حقيقياً للنظام السياحي في المنطقة، خاصة في ظل تزايد الشكاوى من الساكنة المحلية والسياح على حد سواء بشأن الفوضى الناجمة عن هذه الإسطبلات والمرائب العشوائية.
وتسعى السلطات من خلال هذه الحملة إلى فرض القانون وضمان احترام الضوابط اللازمة لممارسة مثل هذه الأنشطة، بما يضمن سلامة السياح ويحافظ على استدامة النشاط السياحي في المنطقة.
و تظل التساؤلات مع ذلك، قائمة حول مدى قدرة هذه الإجراءات على تحقيق نتائج مستدامة في ظل غياب بدائل قانونية ومنظمة لهذه الأنشطة التي تلعب دوراً مهماً في جذب السياح وتنشيط الحركة الاقتصادية في مناطق مثل تغازوت وأورير.
وفي انتظار مزيد من الإجراءات من قبل السلطات، تبقى هذه الحملة خطوة أولى نحو تحسين النظام السياحي والحد من الفوضى التي تهدد جاذبية المنطقة كوجهة سياحية مفضلة على المستوى الوطني والدولي.