السينما و فيلم أعجبني…فورد وبراد بيت يصنعان فرجة لقاء الخير والشر في “ملك الشيطان” +فيديو
26/10/2024
0
هذه المادة يتم إنجازها بشكل مشترك بين”دابا بريس” ومجموعة عشاق الفن السابع التي يديرها الكاتب عبد العزيز كوكاس.
حلقة اليوم: فورد وبراد بيت يصنعان فرجة لقاء الخير والشر في “ملك الشيطان”
بقلم الاعلامي والكاتب عبدالعزيز كوكاس
فيلم The Devil’s Own “ملك الشيطان”هي قصة خادعة تقود في النهاية إلى صراع أخلاقي بين الخير والشر حين يجتمعان في بيت واحد، تتمحور حول شرطي إيرلندي مستقيم توم أوميرا في مدينة نيويورك (فورد) وإرهابي أيرلندي ذي عقلية انتقامية في مهمة للإدلاء ببيان عنيف لدعم قضيته، في الوقت الذي كان الجيش الإيرلندي يفاوض الحكومة البريطانية للحصول على الحكم الذاتي بدءا من عام 1993.
يلعب براد بيت دور روري، وهو شاب أنيق شهد مقتل والده على مائدة عشاء العائلة بسبب انتمائه السياسي، لم يتغلب روري على رعب وفاة والده وأصبح “ملاكا” منتقما، انتقل إلى نيويورك بهوية مزيفة وشق طريقه إلى منزل شرطي إيرلندي، توم أوميرا وهو رجل شهم ونبيل يتجنب استخدام القوة حتى بصفته أحد أفضل الشخصيات البوليسية في نيويورك.
أوميرا شرطي صادق وطيب لا يعرف شيئا عن ماضي الشاب الذي يطلق على نفسه الآن اسم روري ديفاني.. لكن سرعان ما سنعلم أن ديفاني لديه الكثير من المال لشراء صواريخ موجهة، كما لو أن المخرج يطرح هذا السؤال المحرج: كم عدد رجال الشرطة، الذين يعرفون جميع مخاطر المجتمع الحديث، يسمحون لشخص غريب بدون وظيفة أن يعيش تحت سقف واحد مع زوجة الشرطي وبناته؟
على الرغم من كون الفتى الإيرلندي يبدو شرا منتقما بالعنف الدموي، لكنه جذاب، لذلك عندما انكشف سره وقف ضد ضابط المخابرات الذي أراد قتل براد بيت، ويكرس نفسه لإحضاره على قيد الحياة وتقديمه للمحاكمة على جرائم يعتبرها الجيش الجمهوري الإيرلندي أعمال حرب مبررة ومشروعة. المنطق الأخلاقي في الفيلم محير للغاية لأنه جماع تناقضات بين الخير والشر وبين ما يعتبر نضالا وثورة وما يعتبر إرهابا وتطرفا. وهل الفتى الإيرلندي الذي قتلت عائلته يعتبر بطلاً أم قاتلا بدم بارد أم أنه شرير يتمتع بلمسة أخلاقية ساحرة جعلت منه فتى محبوبا وجذابا؟
قام كل من هاريسون فورد وبراد بيت بأداء رائع كممثلين جذابين وموهوبين بشكل كبير، ويعود نجاح فلم “ملك الشيطان” أساسا إلى أدائهما. استحق المخرج آلان جيه باكولا الثناء على تقديره لأهمية الاقتران بين هذين الشخصين المختلفين، وعكست الألوان الداكنة وطبيعة الصور المقتنصة بدقة الخيارات الأخلاقية القاسية والغامضة التي يتم اتخاذها من طرف شخوص الفلم.