في حياة مليئة بالتناقضات والتحديات، يظهر النجم البرازيلي السابق، أدريانو، بنظرة فريدة للوجود وحياة مشحونة بالذكريات والمشاعر المتباينة، رغم نجاحاته على أرض الملعب وتألقه في أندية أوروبية كبرى، يبقى أدريانو مثيرًا للجدل بتصريحاته وسلوكه غير المعتاد الذي يعكس اهتمامه العميق بجذوره، وتعلقه ببيئته، ورغبته في العثور على السلام الداخلي.
في هذا السياق، يصرّ أدريانو على توضيح موقفه إزاء بعض الشائعات المتداولة عنه، قائلاً: “أنا لست مدمن مخدرات كما يتّهموني بذلك ولا أحب النوادي الليلية، أذهب دائماً لنفس الحي الذي أعيش فيه وأشرب الكحول كل يوم”، ومن خلال
هذا التصريح، يظهر الوجه الحقيقي للرجل الذي، رغم شهرته وثروته، لا يبحث عن الترف والمظاهر الخارجية، بل عن جوهر عميق يجده فقط في الأحياء الشعبية التي نشأ فيها.
و يعتبر “فيلا كروزيرو” حيّه المفضل وموطنه الروحي، حيث يرى فيه أدريانو ملاذاً للعودة إلى ذاته الحقيقية، و يضيف قائلا: “الشيء الوحيد الذي أبحث عنه هنا هو السلام، هنا أمشي حافي القدمين، بلا قميص، مرتديًا السراويل القصيرة فقط، ألعب الدومينو وأجلس على الرصيف وأتذكر طفولتي”، يعكس هذا الجانب من حياته عشقه للتواضع والعودة إلى البساطة، بعيدًا عن عالم الشهرة والثراء، متذوقًا تلك اللحظات البسيطة التي يقتنصها في أحضان الحي الذي تربى فيه.
أدريانو لا يرى في “فيلا كروزيرو” مجرد حي عادي، بل هو مكان يوقظ فيه ذكريات طفولته ويعيد له ذكريات والده، الذي يقول عنه: “أرى والدي في جميع زوايا هذه الأزقّة، إنهم يحترموني هنا حقاً”.
هذا الاحترام الذي يشعر به في حيّه هو ما يبحث عنه ليشعر بالقبول بعيدًا عن الأضواء، وفي بيئة تحتضن جوهره الحقيقي.
ورغم أن “فيلا كروزيرو” قد لا تكون من أفضل الأحياء بمقاييس الأمان أو البنية التحتية و الترف، إلا أنها بالنسبة لأدريانو تشكل عالمه الخاص، المكان الذي يجد فيه نفسه بدون أقنعة. يتابع أدريانو: “أنا مهووس بإضاعة حياتي، أنا بخير هكذا وأستمتع بضياعي”، أدريانو لا يرفض الضياع في حياته، بل يتبناه، هذا الاعتراف يكشف عن حالة من التصالح مع نفسه ومع اختياراته، في كثير من الأحيان، ينظر المجتمع إلى “الضياع” على أنه شيء سلبي، ولكن أدريانو يجد فيه مساحة للراحة النفسية والقبول.
إنه لا يريد أن يكون مثاليًا، ولا يريد أن يعيش وفقاً لتوقعات الآخرين، فقط يريد أن يكون على طبيعته، ويشعر بالسلام الداخلي الذي يفتقده في حياة الشهرة والضغط.
إن قصة أدريانو ليست مجرد حكاية نجم كرة قدم تحول إلى حياة البساطة، بل هي قصة شخص يبحث عن ذاته في عالم تتشابك فيه التوقعات والضغوط الاجتماعية مع الأحلام الفردية.
في النهاية، يروي أدريانو قصة لاعب صارع التوقعات والشائعات والضغوطات ليختار في النهاية حياة تتسم بالبُعد عن الأضواء، حياة يملأها السلام والرضا، في زمن يلهث الجميع فيه خلف الشهرة والنجاح، يُعلّمنا أدريانو درسًا في العودة إلى الأصل، حيث يجد الإنسان جوهره، ويعيش على طبيعته بعيدًا عن نظرات الناس وأحكامه،
في النهاية، ربما لا يكون أدريانو قد وجد الإجابة الكاملة، ولكن على الأقل هو يعيش الحياة التي يختارها لنفسه، بعيداً عن الصورة النمطية التي فرضها عليه العالم.