دينزل واشنطن يعلن اعتزاله التمثيل: وداع أسطوري لأحد عظماء السينما+فيديوهات وصور
في مفاجأة هزت عالم الفن السابع، أعلن النجم السينمائي العالمي دينزل واشنطن اعتزاله التمثيل بعد سلسلة أفلام أغنت الحزينة السيمائية العالمية، في خطوة اعتبرت بمثابة وداع أسطوري لأحد أعظم الفنانين الذين أنجبتهم هوليوود.
بدأ دينزل واشنطن مسيرته الفنية في نهاية السبعينيات، عندما شارك في عدد من الأعمال التلفزيونية، قبل أن يتوجه إلى الشاشة الكبيرة ويحقق شهرة واسعة.
شهدت مسيرته الفنية مشاركته في العديد من الأفلام التي أثرت على جماهير متعددة، أهمها “يوم التدريب” (Training Day) ،الذي قدم فيه أداءً مذهلاً لشخصية الشرطي الفاسد آلونزو هاريسيد، هذا الدور شكل أحد أبرز أدوار واشنطن التي أظهرت إمكانياته في تقديم أدوار معقدة ذات بعد مظلم، و الذي حصل من خلاله على جائزة الأوسكار كأفضل ممثل عام 2001. كما نال جائزة الأوسكار لأفضل ممثل مساعد عن دوره في فيلم “جلوري” (Glory) عام 1989، ليصبح أحد النجوم القلائل الذين فازوا بالجائزة في فئتين مختلفتين.
ومن بين أبرز أعماله أيضًا فيلم فلم The Hurricane (الإعصار)، و “Malcolm X” (1992)، الذي قدم فيه شخصية الناشط السياسي مالكوم إكس، وفيلم “Fences” (2016)، الذي أخرجه بنفسه وكان أيضًا من بين الأفلام التي نال عنها إشادات واسعة.
اشتهر واشنطن بقدرته على تقديم أدوار مركبة ومعقدة، ولطالما تحدى نفسه في أفلام تحمل رسائل اجتماعية وسياسية، فقد كان متابعوه ينظرون إليه كنجم صاحب قضية، لا يخشى تقديم شخصيات تعكس قضايا حساسة، مثل العنصرية، والفساد، وأمور أخرى تتعلق بالعدالة الاجتماعية، مما جعله مؤثرًا وقريبًا من الناس، كما كان واشنطن أيضًا ناشطًا في العديد من القضايا الاجتماعية والإنسانية، حيث استخدم شهرته من أجل دعم القضايا التي يؤمن بها.
واشنطن الذي أمتع جمهور السينما على مدار عقود طويلة، يختتم مسيرته الفنية بخمسة مشاريع ضخمة، حيث يتعاون مع أبرز المخرجين ويشارك في أدوار مميزة ستخلد اسمه في تاريخ السينما:
1. فيلم عن القائد العسكري هانيبال: من المشاريع الأكثر إثارة في قائمة أفلامه القادمة، و هو الفيلم الذي يجسد فيه دور القائد العسكري هانيبال، أحد أعظم قادة الجيوش في التاريخ، قاد جيش قرطاج في الحرب البونيقية الثانية ضد روما، سيحظى بتفسير درامي مميز من خلال عدسة دينزل واشنطن، فبفضل مهاراته التمثيلية الفائقة، سيضيف واشنطن بعدًا إنسانيًا وأسطوريًا لهذا القائد الفذ، ليعيد من خلاله الحياة إلى معركة تاريخية غيرت مسار التاريخ العسكري.
2. “بلاك بانثر 3” و دور خاص لواشنطن: لا يقتصر اعتزال واشنطن على مشاريع تاريخية، بل يواصل حضوره في عالم الأبطال الخارقين، ففي “بلاك بانثر 3″، سيظهر واشنطن في “دور خاص” في هذا العمل المنتظر بشدة.
على الرغم من أن تفاصيل شخصيته لا تزال غامضة، فإن وجوده في هذا الفيلم سيضفي عمقًا وثراءً على عالم “مارفل” الذي لطالما شهد أدوارًا بارزة ومؤثرة، من المتوقع أن يكون هذا الدور بمثابة إضافة قوية للسلسلة، حيث أن واشنطن يتمتع بقدرة استثنائية على تقديم الشخصيات المعقدة والقوية.
3. تعاون مع العبقري ستيف ماكوين: من أبرز المشاريع التي ينتظرها عشاق السينما هو التعاون الجديد مع المخرج العبقري ستيف ماكوين.
ماكوين، الذي حصد الجوائز العالمية عن أفلامه المبدعة مثل “12 Years a Slave” و”Shame”، يُعتبر من أرقى صناع السينما في العالم، ولقاءه مع دينزل واشنطن يعد بالكثير، رغم أن التفاصيل الدقيقة للمشروع لا تزال غير معلنة، إلا أن هذا التعاون سيجمع بين اثنين من أعظم الفنانين في صناعة السينما، مما يعد بمفاجآت سينمائية غير مسبوقة.
4. فيلم قصير عن “Othello”: في خطوة فنية مميزة، سيقدم واشنطن فيلمًا قصيرًا عن شخصية “Othello”، التراجيديا الشهيرة التي كتبها ويليام شكسبير.
لا شك أن دور “أوثيللو” يتطلب ممثلًا بارعًا قادرًا على نقل الصراع الداخلي لشخصية معقدة مثل هذه، وهو ما يتمتع به واشنطن بجدارة. مع فطنته المسرحية وعمق مشاعره، سيكون هذا المشروع بمثابة عودة قوية إلى جذور الفن الدرامي والشخصيات الأدبية الكلاسيكية.
5. مشروع عن “كينج لير”: وأخيرًا، يختتم دينزل واشنطن مشواره الفني بأحد أعظم الأدوار في تاريخ المسرح: **”كينج لير”**. يعتبر “كينج لير” من أعظم التراجيديات التي كتبها شكسبير، وسينقل واشنطن بصوته العميق وأدائه الاستثنائي هذا الدور إلى الشاشة الكبيرة، سيعيش جمهور السينما لحظات لا تُنسى من خلال تتبع رحلة الملك العجوز الذي يعاني من الخيانة والظلم في محاولته لاستعادة سلطته، في حين يتعامل مع أسئلة حول الحب، السلطة، والموت.
إن قرار دينزل واشنطن بالاعتزال بعد هذه السلسلة من المشاريع الضخمة يجعل وداعه عن عالم التمثيل حدثا كبيرا، فهو لن يغادر الشاشة ببطء أو بصمت، بل سيختتم مسيرته الفنية بعروض قوية ستظل في ذاكرة جمهور السينما لعقود قادمة، ومهما كانت الأسباب التي دفعته للاعتزال، فإن من الواضح أنه يختار الخروج من المسرح الكبير مع مكانة مرموقة في العالم السحري للسينما تليق بمسيرته المليئة بالإنجازات.
أثار إعلان واشنطن موجة من الحزن بين معجبيه في مختلف أنحاء العالم، الذين يعتبرونه أحد أعمدة الفن السابع، بهذه المشاريع المتنوعة التي تجمع بين التاريخ، الأدب الكلاسيكي، والأفلام العصرية، فمع ادائه الرائع، اتبث أن التمثيل فنّ يتجاوز مجرد الأداء ليصل إلى أعماق القلوب، ومع هذا الوداع الأسطوري، يترك واشنطن إرثاً فنياً سيظل يُدرس ويُذكر، فهو فنان استطاع بموهبته وإصراره أن يحفر اسمه بين عظماء السينما.