الرئسيةمجتمع

“أزمة التعليم” ومعها ضغوطات نفسية تصل حد محاولة انتحار أستاذ أمام أعين التلاميذ

بثينة المكودي

نُقل أستاذ في وضع صحي حرج إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الجامعي الحسن الثاني بفاس، بعد محاولته وضع حد لحياته لأسباب لا تزال مجهولة.

وأفادت مصادر محلية بأن الأستاذ، الذي يدرس المستوى الابتدائي بمدرسة محمد الغزاوي التابعة للمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بفاس، ألقى بنفسه من شرفة إحدى البنايات داخل المؤسسة حوالي الساعة الثالثة من بعد زوال يوم الجمعة، مما تسبب له في إصابة خطيرة على مستوى الظهر.

هذا الحادث أثار صدمة واسعة بين زملاء الأستاذ وتلاميذه، في ظل استمرار غياب تفسير واضح للأسباب التي دفعته إلى هذا الفعل المأساوي.

ورجحت مصادر من داخل المؤسسة أن الأستاذ يعاني من أزمة نفسية حادة في الآونة الأخيرة، دون أن يتم تقديم أي دعم يذكر للتخفيف من معاناته أو تحسين ظروف عمله.

هذه الواقعة  تعكس التدهور المستمر الذي يشهده قطاع التعليم بالمغرب، حيث تتزايد الضغوط النفسية والاجتماعية على المدرسين، وتفشل سياسات الإصلاح المتكررة في توفير بيئة تعليمية تليق بمكانة الأستاذ ودوره الحيوي، بينما تغيب برامج الدعم النفسي والمهني داخل المؤسسات التعليمية.

حيث يشهد قطاع التعليم انحدارًا ملموسًا، ما يجعل الحديث عن مدرسة الريادة مجرد شعارات جوفاء لا تعكس واقع المؤسسات التي تعاني من ضعف البنية التحتية وغياب العناية بالموارد البشرية.

تسائل هذه الحادث مدى اهتمام الجهات المسؤولة بمعالجة الأزمات النفسية التي تواجه المدرسين، خاصة في ظل ارتفاع الضغوط الناتجة عن الظروف المهنية القاسية.

ويتحتم إعادة النظر في المنظومة التعليمية بما يضمن كرامة الأستاذ ورفاهيته النفسية، فالرهان على مدرسة الريادة لن يتحقق دون إصلاح عميق وشامل يعيد الاعتبار للمربي الذي يشكل حجر الزاوية في عملية التعليم.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى