سارة سوجار…”حين تتحول مواقع التواصل إلى محاكم تفتيش حديثة”
سلطت الناشطة الحقوقية سارة سوجار الضوء على ظاهرة خطيرة أصبحت تطبع واقع مواقع التواصل الاجتماعي اليوم، حيث أشارت إلى أن بعض رواد هذه المنصات باتوا يتقمصون أدوارًا أشبه بسلطة الاتهام، فهناك من يدعو للاعتقال، ومن يحرض على فتح تحقيقات، ومن يوجه اتهامات بالخيانة، كل هذا بناءً على آراء معبر عنها قولا أو كتابة، رغم أنها لا تحمل أي دعوة للعنف أو القتل، ولا تُصنف كأسلحة تهدد الأمن أو الاستقرار.
جاء ذلك في تدوينة لسوجار حيث أكدت أن الرأي، مهما كان حاداً، لا يُواجه إلا برأي آخر، موضحة أن النقاش والمجادلة هما السبيل الأمثل، الى جانب التجاهل إذا اقتضى الأمر، لكن العنف اللفظي والحقد والكراهية التي باتت تطبع الخطاب العام اليوم وتعكس أزمة أعمق في قيم الحوار والاختلاف.
المفارقة التي تناولتها سوجار تكمن في ازدواجية المواقف لدى البعض؛ فهناك من يرفض التشهير عندما يُستهدفه شخصياً، لكنه يقبله بل ويدعمه إذا كان موجهاً ضد خصمه، وهناك أيضاً من يرى نفسه وصياً على الجميع، يوزع صكوك البراءة والطهارة، بينما يلجأ آخرون إلى فرض آرائهم بالقمع والترهيب. وفي النهاية، ترى سوجار أن كلا الطرفين يخدم أجندة واحدة: قتل الحرية.
اعتبرت سارة سوجار، في التدوينة ذاتها، أن الحقيقة ليست ملكاً لأحد، والحرية تتيح للجميع إنتاج الأفكار وتشكيل المواقف بحرية، بشرط الالتزام بالحدود الأخلاقية، وعدم التحريض على العنف أو الكراهية أو التمييز، ما عدا ذلك، ينبغي أن تُفتح الساحة للتنافس الفكري والحوار الحضاري، حيث يكون الفيصل هو الإقناع بالحجة والمنطق.
وتُضيف سوجار أنه لو توفرت بيئة ديمقراطية تضمن نقاشاً عمومياً متزناً، حراً وشجاعاً، لما كنا اليوم أمام هذا الكم الهائل من التحريض والانقسام، لكن غياب هذا الإطار يجعل الفوضى تسود، مما يضعف الجميع ويقتل الفكرة قبل أن يُسمح لها بالوجود.
تُعد سوجار، الناشطة السياسية والحقوقية واحدة من أبرز الأصوات، التي تدافع عن الحرية، كما تُعد واحدة من أبرز الأصوات التي لا تزال تؤمن بقوة الكلمة وقدرتها على التغيير، وفي كل تدوينة أو موقف، تصرّ سوجار على رفض كل أشكال القمع الفكري، وتدافع عن حق الجميع في التعبير دون خوف أو تهديد.