في ظل النقاشات الحادة التي تشهدها الساحة المغربية حول مراجعة مدونة الأسرة، وفي إطار سعينا لتقديم صورة واضحة وشاملة عن هذا الملف، تستضيف جريدة “دابا بريس” الأستاذة حكيمة الناجي المتخصصة بصفتها فاعلة نسائية، والفاعلة الجمعوية نجاة الرازي، لتسليط الضوء على القضايا الشائكة التي أثارت الجدل بين مختلف الأطياف، ولا سيما في ظل التباين بين الرؤية الدينية ومتطلبات الواقع الاجتماعي المتغير.
يرتكز موضوع النقاش على قرار المجلس العلمي الأعلى برفض ثلاثة تعديلات رئيسية على مدونة الأسرة، وهي استعمال الخبرة الجينية لإثبات النسب وإلغاء العمل بقاعدة التعصيب بالإضافة إلى مسألة التوارث بين المسلم وغير المسلم، فوفق تصريحات وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق، استند المجلس في موقفه إلى وجود نصوص قطعية بخصوص هذه القضايا، مما يجعلها في نظره غير قابلة للاجتهاد.
كما أوضح الوزير أيضاً أن العلماء قرروا تفويض النظر في هذه القضايا إلى الملك محمد السادس، باعتباره أمير المؤمنين والمسؤول عن ضمان المصلحة العامة التي تشكل جوهر الدين الإسلامي، و يعكس هذا التفويض ثقة العلماء في قدرة الملك على تحقيق التوازن بين الثوابت الشرعية ومتطلبات المجتمع، وهو ما يثير التساؤلات حول إمكانية إحداث تغييرات مستقبلية في هذه النقاط الحساسة.
في هذا الحوار الخاص، سنتناول مع الأستاذة حكيمة ناجي ونجاة الرازي أهم الإشكالات المرتبطة بهذا الملف، كما سنتطرق إلى مدى كفاية التعديلات التي تم الكشف عنها حتى الآن وما إذا كانت تستجيب لتطلعات المغاربة، خاصة في ما يتعلق بضمان العدالة الاجتماعية والحد من الفجوات القائمة في القوانين الحالية.
هذا و سنناقش الآثار المحتملة لموقف المجلس العلمي الأعلى على مستقبل المراجعات القانونية ومدى توافقها مع احتياجات المجتمع المتجددة.
من خلال رؤى الضيفتين وتحليل الموضوع من مختلف الزوايا، سنسعى لتقديم قراءة معمقة وشاملة للقضايا المطروحة، وفتح باب النقاش حول الآفاق الممكنة لتطوير مدونة الأسرة بما يضمن التوازن بين الالتزام بالثوابت الدينية والقدرة على مواكبة التحولات المجتمعية.