الرئسيةرأي/ كرونيك

محدّدات تفكيك الدول العربية: أسلمة “الأدوات الوظيفية” نموذجًا!

بقلم منتصر حمادة

تطرّقنا في مقالة سابقة إلى بعض المحددات الأدوات الوظيفية في الوطن العربي، والتي تسهم في تفكيك المنطقة وهي المفككة أصلًا منذ تفعيل وثيقة “سايكس – بيكو”، وأحصينا عدة محددات، ونتوقف في هذه المقالة عند بعض القلاقل الصادر عن هذا المحدد، بخاصة أنه يتميّز بترويج وتوظيف الخطاب الديني في سياق الانتشار والاستقطاب، مع أنه يُفترض في الخطاب الديني أن يكون أحد عناصر صيانة الدولة والدين، وليس المساهمة في تفكيك الثنائية نفسها.

منذ عقد ونيف، وعلى هامش صعود أسهم الظاهرة الإسلامية الحركية في نسختها الجهادية، وخصوصًا الحالة “الداعشية”، حط الآلاف من الشباب العربي والغربي المسلم الرحال بالديار السورية وبدرجة أقل الديار العراقية، من أجل المساهمة في “نصرة” الظاهرة وإسقاط هذا النظام أو غيره، وقد وصل الأمر إلى أنّ الجهاديين حينها قدموا حتى من أستراليا، وعددهم 150 “جهاديًا”، حسب شهادة لوزير الخارجية الأسترالية حينها.

في الحالة السورية، كان علينا انتظار تدخل روسيا ليتم الإعلان عن أفول الظاهرة، والحديث عن تراجع مخطط إسقاط النظام السوري، وذلك في سياق ترتيبات استراتيجية، لا زالت مفتوحة على عدة احتمالات، بدليل ما جرى مع النظام نفسه، والحليف نفسه مؤخرًا، بما أفضى إلى انتقال سوريا من نظام عائلة الأسد إلى نظام مرجعية إسلامية ذات تجربة “جهادية”.

يهمنا هنا ما يصدر عن الأصوات الدينية المؤدلجة في سياق مواكبة هذه الصراعات الاستراتيجية التي نعاينها في الوطن العربي، مع التركيز على بعض التحولات في خطاب هذه الأصوات والمشاريع.

منذ عقدين بالضبط، ألّف الباحث السويسري باتريك هايني كتابًا كان حديث الساحة البحثية العربية، وبدرجة أقل الساحة البحثية الأوروبية، تحت عنوان “إسلام السوق”، وسوف ينتظر القارئ العربي عشر سنوات حتى تصدر الترجمة العربية للكتاب، أنجزتها الباحثة والمترجمة بوعمرية سلطاني (صدرت طبعة أولى سنة 2005 عن دار نشر أولى، وطبعة جديدة عن دار نشر ثانية، في سنة 2015).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى