الرئسيةرأي/ كرونيك

ماكان ترامب ليتجرأ لمطالبة الاردن ومصر لاستقبال سكان غزة لولا هذه العوامل..

ماكان الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب ليتجرأ على مطالبة الأردن ومصر ودول مجاورة باستقبال سكان قطاع غزة، لو لم يلمس أن هناك هشاشة عربية شاملة وتشظيا غير مسبوق ويأسا عميقا وأوضاعا متأزمة، تصب في مصلحة إسرائيل، ولولا أن الوحدة الفلسطينية مفكّكة والعلاقات العربية –العربية محتقنة، والأجواء ملغومة، واللغة المتداولة عربيا تقطر تخوينا وكراهية وحقدا، خصوصا في غياب مؤسسات ديمقراطية تنفيذية وتشريعية منتخبة.

الحكومة اليمينية المتطرفة والطبقة السياسية الإسرائيلية أشادت بفكرة ترامب المتهورة وثمنتها عاليا، وهي الفكرة التي تطرح على الدول العربية والإسلامية تحديات كبيرة، تتطلب مواقف حاسمة وصريحة، علما أن الحكومة الفاشية الحالية، برئاسة بنيامين نتنياهو، والمدعومة من لدن الإدارة الأمريكية، تتعمد إفشال أي محاولة أو مبادرة لحل الملف الفلسطيني، وكلما لاحت بوادر لتنشيط عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، تعمد هذه الحكومة إلى افتعال احتقانات وإيجاد شروط توتر، للحيلولة دون تحقيق أي تقدم على طريق أي تسوية عادلة ومنصفة، بل تضرب عرض الحائط كل الجهود والمبادرات..

من شأن مخطط ترامب الإمبريالي أن يجعل الحكومة الإسرائيلية أكثر اندفاعا إلى التصعيد والتمادي في تهجير وقمع الفلسطينيين وتعميم حرب الإبادة.

ومن شأنه أن يحرض المستوطنين على ارتكاب المزيد من الجرائم في الضفة الغربية.

إذن، المطلوب فلسطينياً وعربياً وإسلامياً ودوليا وأمميا التعامل بكثير من الحزم والجدية مع أفكار وأحلام ترامب، وتحويل مايراد تنفيذه على أرض فلسطين، إلى مصدر قوة وضغط، لإشعار السلطات الأمريكية والإسرائيلية بأن ما يعتبرانه فرصة للانقضاض على الحقوق التاريخية الثابتة للشعب الفلسطيني، بعد سقوط عدد من الأنظمة، وانهيار دول بأكملها، وانكسار عدد من الجبهات اعتقاد خاطئ بكل المقاييس؛ لأن إرادة الشعب الفلسطيني وصموده وإيمانه بعدالة مطالبه وقضيته، هو العامل المؤثر والمحدد فعلا في مسار الأحداث، والقادر على تغيير موازين القوى، والتصدي لكل المؤامرات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى