الرئسيةرياضةمجتمع

“رياضة بلا حدود”.. الثانوية الفرنسية بأكادير تنظم ماراطون يعزز الإدماج والتعايش

احتضنت الثانوية الفرنسية بأكادير، السبت فاتح فبراير 2025، تظاهرة رياضية مميزة تمثلت في تنظيم “مراطون” خاص لفائدة تلاميذها، حيث لم يكن الحدث مجرد سباق رياضي، بل جسّد قيم الشمولية والتضامن من خلال إشراك مستفيدي جمعية “تنفكيت” لأطفال التوحد والثلث الصبغي.

هذه المبادرة لم تقتصر على الجانب الرياضي فقط، بل حملت في طياتها رسالة مجتمعية عميقة تعزز مبدأ الإدماج وتؤكد على أهمية توفير فرص متكافئة لجميع الأطفال، بغض النظر عن اختلاف قدراتهم.

إن إشراك الأطفال في وضعية إعاقة في مثل هذه التظاهرات يحمل أبعادًا متعددة، فهو أولًا يساهم في كسر الصور النمطية حول قدراتهم، ويمنحهم فرصة لإبراز إمكانياتهم في فضاء يشجعهم على التحدي والمثابرة.
كما أن التفاعل بينهم وبين أقرانهم من غير ذوي الإعاقة يعزز ثقافة التقبل والتعايش، مما يخلق بيئة مدرسية واجتماعية أكثر انفتاحًا وتسامحًا.

إلى جانب البعد التربوي والاجتماعي، فإن لهذه المبادرات أثرًا نفسيًا كبيرًا على الأطفال أنفسهم، إذ تعزز لديهم الشعور بالانتماء والثقة بالنفس، وتمنحهم فرصة للفرح والاحتفال بإنجازاتهم مهما كانت بسيطة.
كما أن إشراكهم في أنشطة رياضية يحفز قدراتهم البدنية والذهنية، وهو ما ينعكس إيجابًا على صحتهم وتطورهم الشخصي.

من جهة أخرى، تلعب مثل هذه التظاهرات دورًا في توعية المجتمع بقدرات هؤلاء الأطفال وحقوقهم، وتشجع على اتخاذ خطوات ملموسة نحو تحقيق إدماج حقيقي وفعال لهم في مختلف مجالات الحياة. فالرياضة، باعتبارها لغة عالمية، تظل من بين أقوى الوسائل التي يمكن توظيفها لتعزيز التضامن وكسر الحواجز التي قد تعيق تحقيق مجتمع أكثر إنصافًا وشمولية.

ما قامت به الثانوية الفرنسية بأكادير هو نموذج يُحتذى به، ورسالة واضحة بأن الإدماج ليس مجرد شعار، بل هو ممارسة فعلية تحتاج إلى دعم وتشجيع مستمرين.
ويبقى الأمل أن تتسع دائرة مثل هذه المبادرات لتشمل مختلف المؤسسات التعليمية والمجتمعية، حتى يكون لكل طفل، مهما كانت ظروفه، حقه الكامل في الفرح والمشاركة والإبداع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى