
شهد مركز التكوينات والملتقيات الوطنية بالرباط توقيع ملحق اتفاقية الشراكة بين وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة وشركة “سامسونغ للإلكترونيات المغرب العربي”، في خطوة تعكس التزام الطرفين بتعزيز التحول الرقمي في المنظومة التعليمية المغربية.
تأتي هذه الاتفاقية في سياق الجهود المتواصلة لتنزيل خارطة الطريق 2022-2026، التي تولي أهمية كبرى لرقمنة العملية التربوية وتعزيز مهارات البرمجة لدى التلاميذ والأساتذة على حد سواء.
خلال حفل التوقيع، الذي ترأسه وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، محمد سعد برادة، بحضور رئيس شركة سامسونغ للإلكترونيات المغرب العربي، هي يونغ هونغ، وسفير جمهورية كوريا بالمغرب، يون يونجون، تم توزيع الجوائز على الفائزين في النسخة الأولى من المسابقة الوطنية للبرمجة بلغة “بايتون”، وهي مبادرة تهدف إلى ترسيخ ثقافة البرمجة وتشجيع الابتكار الرقمي في المدارس العمومية.
وفي كلمته بهذه المناسبة، أكد الوزير على الدور المحوري للحلول الرقمية في تحسين جودة التعليم، معتبراً أن إدماج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات يمثل رافعة أساسية لإحداث تحول إيجابي في المنظومة التربوية، وأوضح أن هذه الدينامية تسعى إلى تطوير الكفاءات الرقمية لدى التلاميذ، وتحفيز التجديد التربوي من خلال تحديث المناهج التعليمية وتوفير أدوات بيداغوجية حديثة تواكب المتغيرات التكنولوجية العالمية.
من جانبه، أشار رئيس شركة سامسونغ للإلكترونيات المغرب العربي إلى أن إطلاق المسابقة الوطنية في البرمجة بلغة “بايتون” يمثل محطة أساسية في دعم الابتكار وتعزيز التفكير الحاسوبي لدى الشباب المغربي، مبرزاً أن نجاح المشاريع المقدمة يعكس الإمكانيات الكبيرة التي يتمتع بها الطلبة المغاربة في المجال الرقمي، كما أكد أن برنامج “Samsung Innovation Campus” يهدف إلى إعادة تعريف الابتكار في قطاع التعليم من خلال تكوين عملي معمق في مجالات متطورة مثل البرمجة والروبوتات، مما يتيح للطلاب والأساتذة فرصاً متميزة لاكتساب مهارات تنافسية في سوق العمل.
ويعتبر مشروع “Samsung Innovation Campus” أحد المبادرات الرائدة التي ساهمت في تكوين 780 أستاذاً في مجال البرمجة بلغة “بايتون”، إلى جانب تأطير 1273 مستفيداً من التكوينات الجهوية، حيث تمكين هؤلاء من نقل معارفهم إلى تلاميذ الجذع المشترك، ما يعكس استراتيجية قائمة على التكوين المتدرج ونقل المعرفة بشكل مستدام.
ولفت رئيس الشركة إلى أن التعليم يمثل محوراً استراتيجياً في مسؤولية سامسونغ الاجتماعية، مشدداً على التزام المؤسسة بدعم نفاذ الأساتذة والتلاميذ إلى أحدث التقنيات، مما يرسخ مكانة المغرب ضمن الدول التي تعتمد على الرقمنة كوسيلة أساسية للنهوض بالمنظومة التربوية.
وفي هذا السياق، تم الإعلان عن إطلاق النسخة الخامسة من برنامج “Samsung Innovation Campus”، التي ستشمل إضافة تكوينات معتمدة في الذكاء الاصطناعي، وهو مجال يشكل ركيزة أساسية في التحول الرقمي المستقبلي.
وتعزز الشراكة المتجددة بين الوزارة وسامسونغ التزام الطرفين بتطوير التعليم الرقمي، حيث ينص ملحق الاتفاقية على توفير تكوينات إشهادية للأساتذة في مجال الذكاء الاصطناعي باستخدام “بايتون”، بالإضافة إلى تنظيم 12 هاكاثون جهوياً ومسابقات وطنية في البرمجة، مما يرسخ ثقافة الابتكار لدى التلاميذ ويدفعهم نحو الإبداع في الحلول الرقمية.
ويجسد هذا التعاون نموذجاً ناجحاً للشراكة بين القطاعين العام والخاص في دعم التحول الرقمي في التعليم، من خلال تمكين الأجيال القادمة من الأدوات والمهارات اللازمة لمواكبة التطورات التكنولوجية العالمية، وتعزيز مكانة المغرب كدولة رائدة في مجال التربية الرقمية.