
الأوسكار جائزة عجوز شديدة البياض والعنصرية واللامساواة بين الجنسين..هل انتهى عصر جائزة السينما الأشهر؟
بعد أيام قليلة، سيشهد العالم حفل توزيع جوائز الأوسكار رقم 97، وهي الجائزة التي تحتفل بأفضل إنجازات السينما العالمية منذ عام 1929، ومع اقتراب الذكرى المئوية لتأسيسها، تواجه الأوسكار تحديات كبيرة تهدد مكانتها كأهم حدث سينمائي عالمي.
صدرت العام الماضي، بعد حفل توزيع الجوائز رقم 96، إحصائية لعدد مشاهدي الفعالية على شاشة التلفاز الرسمية، شملت هذه الإحصائية أرقام المشاهدات بالملايين من عام 2000 حتى 2024، لتوضح بالدليل القاطع التدهور الشديد في أهمية الجائزة في عيون المتفرجين، فبعدما قاربت 50 مليون مشاهد (رسمي)، شاهدها العام الماضي 19.5 مليون فقط.
اتهامات بالعنصرية وعدم التنوع
للأوسكار تاريخ طويل من الاتهامات بالعنصرية وعدم التنوع، ففي عام 2015، أثارت عدم ترشيح أي ممثل أو ممثلة من ذوي البشرة الملونة في الفئات الرئيسية غضبًا واسعًا، مما أدى إلى انتشار وسم “الأوسكار شديدة البياض” (#OscarsSoWhite) على وسائل التواصل الاجتماعي.
كما أن 81% من أعضاء الأكاديمية الناخبين هم من البيض، و67% منهم من الرجال، مما يعكس افتقار الأوسكار إلى التنوع وتمثيل الجمهور الحديث.
قضايا المساواة بين الجنسين
إضافة إلى قضايا العنصرية، تواجه الأوسكار انتقادات بسبب عدم التوازن بين الجنسين في الترشيحات، خاصة في فئات الإخراج والكتابة.
وقد أدى غياب المخرجات عن الفئات الرئيسية إلى تفاقم هذه الانتقادات، مما جعل الجائزة تبدو وكأنها لا تمثل سوى جزء ضيق من صناعة السينما.
الأوسكار جائزة عجوز شديدة البياض والعنصرية
كما أن لجائزة الأوسكار تاريخ طويل كواحدة من أشهر الجوائز السينمائية، فإن لها كذلك تاريخًا أطول من الاتهامات الموجهة إليها، والتي تزايدت بشكل مطرد في العقد الأخير. ففي عام 2015 احتج المتفرجون العاديون، فضلًا عن شريحة كبيرة من المشاهير، على مشكلة التنوع العرقي في الأكاديمية، عندما لم يتم ترشيح أي ممثل أو ممثلة من ذوي البشرة الملونة في الفئات الأربع للتمثيل. واستخدم وسم “الأوسكار شديدة البياض” (#OscarsSoWhite) بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.
بعدها بعامين، ظهر وسمان آخران، أحدهما متعلق بصناعة السينما الأميركية بشكل عام، وهو “أنا أيضًا” (#MeToo)، بعد ثورة عدد كبير من الممثلات والعاملات في الصناعة على استغلالهن أمام الشاشة وخلفها، الأمر الذي قلب العديد من الأوضاع رأسًا على عقب، وجعل الأوسكار بالتالي تظهر كمؤسسة تمثل الرجال البيض العنصريين المستغلين للنساء. وفي العام نفسه، ظهر الوسم الثالث وهو “الأوسكار عجوز للغاية” (#OscarsSoOld)، حيث إن الأعضاء الناخبين في الأكاديمية كبار في السن لدرجة تجعلهم غير قادرين على تمثيل صناعة السينما أو جمهورها. ووفقًا لإحصائية حديثة، فإن 81% من الناخبين في الأوسكار هم من البيض، و67% من الرجال، وذلك ما يؤكد صورة الأوسكار كمؤسسة عتيقة أصبحت لا تمثل سوى صورة باهتة لعصر انتهى.
أفلام نخبوية بعيدة عن الجمهور
تغيرت طبيعة الأفلام التي ترشحها وتكرمها الأوسكار بشكل ملحوظ، ففي الماضي، كانت الأفلام الفائزة بجائزة أفضل فيلم تتمتع بشعبية واسعة وتحقق إيرادات كبيرة، مثل “تيتانيك” و”فورست غامب”.
أما الآن، فإن الأفلام المرشحة غالبًا ما تكون محدودة الميزانية وقليلة الشهرة، مثل “كودا” و”نومادلاند”، مما جعل المتفرج العادي يفقد اتصاله بالجائزة وأفلامها.
تأثير المنصات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي
لا يمكن إغفال تأثير المنصات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي على تراجع اهتمام الجمهور بالأوسكار، فمع تدفق المحتوى السينمائي والترفيهي عبر المنصات الإلكترونية، أصبحت السجادة الحمراء للأوسكار أقل جاذبية مقارنة بالمتابعة اليومية للنجوم عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
هل انتهى عصر الأوسكار
بين تراجع المشاهدات واتهامات العنصرية وعدم التنوع، بالإضافة إلى ابتعاد الأفلام المرشحة عن اهتمامات الجمهور العريض، يبدو أن الأوسكار تواجه أزمة وجودية.
ومع ذلك، تبقى الجائزة رمزًا مهمًا في عالم السينما، وإن كانت تحتاج إلى إصلاحات جذرية لاستعادة مكانتها كحدث سينمائي عالمي يحظى باهتمام الجماهير.