في ليلة السبت الماضي كانت نجاة الرازي الغائبة الكبيرة عن لقاء التكريم الذي نظمته فيدرالية اليسار الديمقراطي احتفاء برائدات الحركة النسائية بالمغرب و ذلك لتواجدها خارج المغرب.
فهي من الدعامات القوية لهذه الحركة التي خرجت من رحم اليسار بمبادئه و مشروعه الاجتماعي العام و بإيمان راسخ بضرورة استقلالها عن الأحزاب اليسارية للدفع أكثر بالنضال الحقوقي و الاجتماعي الخاص بالمرأة من أجل إعمال المساواة و القضاء على كل أشكال التمييز ضد المرأة.
بهذه الإرادة و هذه الأهداف عرفت ثمانينيات و بداية تسعينيات القرن الماضي دينامية كبيرة لتأسيس و بناء هذه الحركة ببروز مبادرات و نقاشات مهمة في التصورات و أشكال و خطط العمل و تأسيس عدة تنظيمات نسائية تقدمية بقيادة و تأطير مناضلات يساريات تمرسن أساسا في الاتحاد الوطني لطلبة المغرب و بدعم من مناضلين واعين بأهمية الاستقلال التنظيمي للنضال النسائي و بأهمية هذا النضال كرافد من روافد النضال الاجتماعي العام التواق إلى الكرامة و الحرية و التحرر و المساواة و العدالة الاجتماعية.
في سياق هذه الدينامية توحدت إرادة و عزيمة نجاة الرازي و عدد من المناضلات و منهن ذ دامية بنخويا و الراحلة حبيبة الزاهي و ذ نعيمة بنواكريم و أخريات من أجل خلق الجمعية المغربية للدفاع عن حقوق النساء سنة 1992 التي ساهمت ميدانيا و طيلة عقود في محاربة الأمية في أوساط النساء و محاربة العنف القائم على النوع و الدفاع عن ضحاياه و النضال من أجل الحماية القانونية و الاجتماعية للنساء على أساس المساواة في الحقوق بمبادرة من الجمعية و في إطار الشبكات المتعددة التي كانت فاعلة فيها.
كما كانت فاعلة ضمن مكونات الحركة النسائية في النضال من أجل مدونة ديمقراطية و عصرية تضمن الحقوق الإنسانية للنساء وفق المواثيق الدولية لحقوق الإنسان و على رأسها اتفاقية السيداو. و في كل هذا كانت نجاة الرازي المناضلة الميدانية بشكل يومي و على عدة واجهات من أجل إعمال حقوق النساء و تحصين المكتسبات و الإشعاع لثقافة المساواة في ظروف سياسية و اجتماعية و ثقافية تتطلب الكثير من المثابرة و الاجتهاد و طول النفس.
و قد كانت نجاة و ما زالت من المناضلات التي تؤكد بوعيها المتقدم و في فعلها النضالي الحقوقي، العلاقات الوطيدة بين النضال النسائي و النضال الديمقراطي و نصرة القضايا العادلة و على رأسها القضية الفلسطينية.
لقد كان لي شرف التعرف على الصديقة نجاة الرازي عن قرب منذ 18 سنة حيث حضرت في أبريل 2007 للقاء نظم من طرف الجمعية (AMDF) على مدى ثلاثة أيام حول الحقوق الاقتصادية و الاجتماعية للنساء.