
هل جاء رشيد نگاز (المرشح السابق للرئاسة في الجزائر) يبحث عن مفتاح المرادية في مراكش؟
الجزائر تسعى منذ سنوات إلى تقسيم المغرب إلى نصفين من خلال فصل جنوبه عن شماله. لكن في الأصل، الهدف كان إسقاط الملكية في المغرب و الاستيلاء عليه. و لذلك كانت تحتضن على ترابها (قبل البوليساريو) ما كان يعرف بالجناح الثوري للاتحاد الوطنيّ للقوات الشعبية، ليس كلاجئين سياسيين فقط و لكن كثوريين مدربين على السلاح والعمليات العسكرية!
قبل بضعة أيام عبر الرجل عن انزعاجه و غضبه من قرار الملك محمد السادس باعتباره أميرا للمؤمنين التخلي عن شعيرة أضحية العيد و هو أمر يخصنا نحن المغاربة ، و طلب من كل أسرة جزائرية التصدق بكبش عيد لكل أسرة مغربية!
لا أحد، اهتمّ لهاته الخرجة البهلوانيةللسيد رشيد نگاز لأن الأمر بسيط جدا: ملك المغرب يتحدث مع المغاربة في شئ يخص المغاربة ، أنت ، من أنت ، و بأية صفة؟
و الآن أخذ الطائرة من باريس و جاء إلى مراكش لكي يخبرنا بالصوت و الصورة أنه في زمن ما كان يحكمنا سلطان من الجزائر الشقيقة التي لم يسبق لها أن كانت دولة قبل سنة 1962.
بل أكثر من ذلك، جاءنا بوصفة سحرية لطي ملف الصحراء الغربية و هي أن تخضع هاته الأخيرة لحكم مزدوج مغربي جزائري خلال مرحلة انتقالية تنتهي بتقرير المصير!
و علاش الجزائر؟
الرابط هو الإمبراطور الجزائري الذي يبدو أنه حكم المغرب وكان وراء بناء الكتبية في مراكش!
طبعا، مجرد خزعبلات لا تستحق النقاش. لكن من أرسل نگاز لمراكش أراد أن يرسل رسالة مفادها أن مشكلة النظام الجزائري معنا تتجاوز قضية الصحراء الغربية التي يعلم الجزائريون قبل غيرها أنها مغربية و ستظلّ كذلك إلى أن يرث الله الأرض ومن فوقها. المشكلة مع المغرب كدولة، كبلد و كتاريخ و كملكية!
هذه هي الحقيقة!
صحيح أن الجزائر تسعى منذ سنوات إلى تقسيم المغرب إلى نصفين من خلال فصل جنوبه عن شماله. لكن في الأصل، الهدف كان إسقاط الملكية في المغرب و الاستيلاء عليه. و لذلك كانت تحتضن على ترابها (قبل البوليساريو) ما كان يعرف بالجناح الثوري للاتحاد الوطنيّ للقوات الشعبية، ليس كلاجئين سياسيين فقط و لكن كثوريين مدربين على السلاح والعمليات العسكرية!
المرحوم الأستاذ محمد الخصاصي الذي عاش هاته المرحلة عن قرب، قال لنا (أنا و بعض الإخوة) أن الهواري بومدين و معمر القذافي اتفقا على اقتسام شمال افريقيا. الشرق للقذافي و الغرب لبومدين!
المشكلة هي المغرب. و هي عقدة لن تنفع معها النوايا الحسنة و اليد الممدودة. للأسف الشديد!
اليوم، كلما اشتد الخناق على النظام الجزائري ، زاغ عن العقل. لقد أصبح مستعدا لإعطاء مفاتيح المرادية للحمقى و المعتوهين مادامت وصفة المهرجين (عبد المجيد تبون) لم تعطي النتائج المرجوة. و هذا توجه انتحاري من الناحية الاستراتيجية!
على أية حال ، السيد رشيد نگاز جاء إلى قلب المغرب معتقدا أنه يقوم بعمل بطولي يبدأ باستفزاز المغاربة و ربما تعرضه للاعتقال و المحاكمة و الضجة الإعلامية، لكي يبيع صورته لنظام الجزائر كشخص قادر على أن يسير إلى أبعد مدى في تأزيم الأوضاع مع المغرب.
لكن لسوء حظه، تعاملت معه السلطات المغربية على عكس ما كان يتوقعه. أرشدته إلى طرق مطار مراكش المنارة و انتهى الأمر!
السؤال المطروح هو ماذا لو أن ناشطا مغربيا ذهب إلى الجزائر العاصمة و أطلق لايڤا يدافع فيه عن مغربية الصحراء ؟ هل سيعود إلى المغرب مرة أخرى ؟
الجواب: لا!
وهذا هو الفرق بين الدولة وشئ آخر!