
الموسيقى الأندلسية تمتزج بـ”الروك” وإيقاعات كناوة بمراكش
احتضن قصر الباهية التاريخي بمراكش، مساء أول أمس السبت، أمسية فنية استثنائية لفرقة موسيقية إسبانية جمعت بين سحر الموسيقى الأندلسية العريقة وأنغام الروك الحديثة وإيقاعات كناوة.
وخلال هذه الأمسية سافرت الفرقة الإسبانية التي تضم الثلاثي المبدع أنطونيو أرياس ورامون فانديلا وزيكي أولمو، بالحضور في عالم من النغمات التي تربط الماضي بالحاضر، من خلال عزف فني تناغم فيه الصوت الإسباني مع آلات موسيقية قديمة وعصرية.
وقدم أنطونيو أرياس والفرقة المصاحبة له مقطوعات موسيقية أصيلة مستوحاة من قصائد أديب الأندلس ابن الخطيب، أخذت الجمهور، من عشاق الموسيقى والفن من مختلف الأعمار، في رحلة موسيقية تمزج بين ثقافة قارتين وانتقلت بهم من الأندلس إلى العصر الحديث.
وتميز العرض بتوظيف آلات موسيقية تقليدية مثل “الڭنبري” و”الماندولين” وأخرى حديثة كـ”القيثار” وطبول “الدرامز”، ما جعل الأداء الموسيقي مفعما بالعواطف وخلق مزيجا فريدا من الإيقاعات نالت إعجاب الحاضرين، مقيمين وأجانب، الذين غصت بهم قاعة قصر الباهية.
وبالمناسبة، عبر أعضاء الفرقة عن سعادتهم الكبيرة بالتواجد في مدينة مراكش التي طالما كانت مصدر إلهام للفنانين من مختلف أنحاء العالم، مؤكدين على أهمية المزج بين الثقافات في الفنون لتقديم شيء جديد ومؤثر.
وفي هذا السياق، أشار الموسيقي أنطونيو أرياس، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إلى أن “هذا الحفل كان مناسبة لتقديم المشروع الفني المبتكر للفرقة “مولد ڭنبري” الذي يستمد فكرته من احتفالات المولد النبوي الشريف في غرناطة الناصرية خلال القرن الرابع عشر ميلادي، ويعتمد بشكل أساسي على الموسيقى الأندلسية”.
وأضاف الفنان الإسباني، أن “مولد ڭنبري” يشكل رحلة موسيقية “تأخذنا عبر الزمن وتربط بين حضارتين غنيتين، وتسلط الضوء على القوة التوحيدية للموسيقى التي تتجاوز الحدود الثقافية والجغرافية ضمن مزيج بين الموسيقى الأندلسية والروك مع عمق صوت الڭنبري”.
من جانبه، عبر مدير معهد سيرفانتس بمراكش، ميغيل أنخيل سان خوسيه، في تصريح مماثل، عن اعتزازه بتنظيم هذا الحدث الفني الذي يطلع الجمهور على أهمية الموروث الموسيقي الأندلسي، كجزء لا يتجزأ من الهوية الثقافية المشتركة بين البلدين، مشددا على أهمية “دعم مثل هذه الفعاليات التي تساهم في إغناء المشهد الفني وتوطيد الروابط الثقافية بين المغرب وإسبانيا”.
بدوره، أوضح رئيس مصلحة الشؤون الثقافية بالمديرية الجهوية للثقافة بمراكش آسفي، سمير الوناسي، أن هذا “الحفل الموسيقي، الذي يفتح الباب أمام تجارب موسيقية مبتكرة، يعكس رغبة المديرية في إبراز التنوع الثقافي الذي يميز مدينة مراكش، وتقديم الفنون في أجواء مميزة تشجع على الحوار الثقافي”.
ويندرج هذا الحدث الفني، المنظم بشراكة بين معهد سيرفانتس بمراكش، وسفارة إسبانيا في المغرب، وبدعم من المديرية الجهوية لوزارة الثقافة بمراكش، في إطار الاحتفاء بشهر رمضان الفضيل، من خلال سلسلة من الحفلات الموسيقية التي تسلط الضوء على الغنى الموسيقي والإرث الثقافي المشترك بين إسبانيا والمغرب.