
إلغاء عرض فيلم “استنساخ” لسامح حسين: أزمة جديدة في صناعة السينما المصرية وتوضيح من الرقابة
فاجأ قرار إلغاء العرض الخاص لفيلم “استنساخ” للفنان سامح حسين، الحضور في إحدى دور السينما بمنطقة التجمع الخامس بالقاهرة، مساء الاثنين ، ليدخل بذلك وسط السينما المصرية في جدل واسع، فقد كانت الأضواء مسلطة على الفيلم المرتقب، الذي يجمع مجموعة من النجوم الشباب، إلا أن العرض لم يُنفذ كما كان مقرراً، مما أثار تساؤلات متعددة حول أسباب هذا الإلغاء المفاجئ، فما الذي وراء هذا القرار الغامض؟ وهل يتعلق الأمر بمحتوى الفيلم أم بسوء تنسيق إداري؟
كان من المفترض أن يشهد اليوم عرض الفيلم الذي طال انتظاره، وسط توقعات واسعة بين محبي الفن السابع في مصر، إلا أن الحضور فوجئوا، كما هي العادة في مثل هذه المواقف، بإلغاء العرض دون تقديم أي مبررات واضحة، وعندما استفسروا من الشركة المنظمة، لم تقدم إجابة شافية، مما أدى إلى توجيه أصابع الاتهام إلى الرقابة على المصنفات الفنية، التي لطالما كانت محوراً للجدل حول ما يُعرض في دور السينما المصرية.
انتشرت تكهنات عدة ة في الأوساط الإعلامية والفنية، حيث فُسر البعض قرار الإلغاء بأنه خطوة متعلقة بمحتوى الفيلم ذاته، وخصوصاً بعض المشاهد التي قد تكون قيد المراجعة من قبل الرقابة، فيما ذهب البعض إلى أبعد من ذلك بتلميحات حول إمكانية منع عرض الفيلم بشكل نهائي.
وبالرغم من هذه الأجواء المشحونة بالتكهنات، جاء رد السيناريست عبد الرحيم كمال، رئيس الرقابة على المصنفات الفنية، ليكشف بعض التفاصيل التي قد تلقي الضوء على الواقعة.
في هذا السياق، أوضح كمال في تصريحاته، أن قرار الإلغاء لا يتعلق بمنع الفيلم لأسباب رقابية تتعلق بالمحتوى، بل يعود ببساطة إلى خطأ إداري من الشركة المنتجة، وكشف أن الشركة تقدمت بطلب للحصول على تصريح عرض الفيلم بعد انتهاء ساعات العمل الرسمية في هيئة الرقابة، مما أوقف عملية الحصول على الموافقات اللازمة في الوقت المناسب، وأكد كمال أن هذه المسألة ستُحل بسرعة، وأن الفيلم سيُعرض في أقرب وقت ممكن بعد الانتهاء من الإجراءات الإدارية المتبقية.
وأكد رئيس الرقابة أن مثل هذه المواقف ليست نادرة في صناعة السينما، حيث يحدث في بعض الأحيان تأخير في التنسيق بين الشركات المنتجة والهيئات الرقابية، ما يؤثر على الجدول الزمني للعرض. وأشار إلى أن الرقابة على المصنفات الفنية لم تتدخل في المحتوى الفني للفيلم، وأن الأمور ستسير بشكل طبيعي بعد الانتهاء من التصاريح اللازمة.
فيما يخص الفيلم نفسه، فهو من بطولة الفنان سامح حسين، الذي يشارك في دور البطولة إلى جانب الفنانة هبة مجدي وعدد من النجوم الشبان، وهو من تأليف وإخراج عبد الرحمن محمد، وقد أثار الفيلم اهتماماً كبيراً منذ الإعلان عنه، خاصةً مع الأسماء الفنية المتميزة المشاركة فيه.
يبدو أن الأزمة التي نشأت حول إلغاء العرض قد تكون ناتجة عن مزيج من سوء التنسيق الإداري وتراكم المسؤوليات في صناعة السينما، وهو ما يفتح المجال لمناقشة أعمق حول كيفية تنظيم وتنفيذ العروض السينمائية في مصر.
ويبقى السؤال الأهم: هل ستتمكن صناعة السينما المصرية من معالجة هذه الثغرات الإدارية لضمان تقديم عروض سلسة في المستقبل؟