
تمكنت عناصر فرقة الشرطة القضائية بالمنطقة الإقليمية للأمن بمدينة سيدي قاسم في صباح يوم الخميس 10 أبريل 2025، من إحباط محاولة لتهريب كمية ضخمة من المخدرات كانت على وشك عبور الحدود المغربية في عملية معقدة تهدف إلى التوزيع الدولي.
جاءت العملية الأمنية بعد معطيات دقيقة قدمتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، وهو ما يدل على التنسيق المستمر بين مختلف الوكالات الأمنية في المملكة، و التي تسعى إلى تكثيف جهودها في مواجهة التهريب الدولي للمخدرات.
تجدر الإشارة أن العملية جرت على الطريق الوطنية بين مدينتي سيدي قاسم وفاس، أسفرت عن اعتراض شاحنة كبيرة مخصصة للنقل الطرقي للبضائع، وعند تفتيش الشاحنة، تم اكتشاف شحنة من المخدرات تزن 25 طناً و45 كيلوغراماً، مقسمة إلى 628 رزمة من مخدر الشيرا.
كانت هذه الشحنة موجهة إلى التهريب عبر المسالك البحرية، وهو ما يعكس الطريقة المتبعة من قبل الشبكات الإجرامية لنقل المخدرات إلى خارج الحدود المغربية، خاصة عبر البحر.
تعتبر هذه العملية الأمنية نموذجاً للتعاون المشترك بين المديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، وهو تعاون يهدف إلى تحصين البلاد ضد محاولات تهريب المخدرات التي تتزايد في الآونة الأخيرة، وقد تزامن تنفيذ هذه العملية مع محاولات مستمرة لتقليص الأنشطة الإجرامية التي تهدد الأمن الوطني، وذلك عبر عمليات استباقية تُبنى على تحليلات استخباراتية دقيقة تساعد في تحديد أماكن وجود شبكات التهريب وتحركاتها.
من خلال التحقيقات الأولية، تم توقيف سائق الشاحنة ومساعده، وهما شخصان في منتصف الثلاثينيات من العمر ولهما سوابق قضائية في قضايا مماثلة، و هذا يشير إلى أن هذه الشبكة كانت تعمل بشكل ممنهج ولها امتدادات محلية ودولية، وهو ما يعزز أهمية البحث القضائي المستمر لتحديد جميع الأطراف المتورطة في هذه العملية، حيث ستتواصل التحقيقات تحت إشراف النيابة العامة المختصة، بهدف الكشف عن شبكة التهريب بأبعادها المختلفة وتحديد أساليب العمل المتبعة في تهريب المواد المخدرة عبر الحدود.