
من هم أبرز المرشحين لخلافة البابا فرنسيس؟
بعد رحيل البابا فرنسيس، تدخل الكنيسة مرحلة حداد تتزامن مع تحضيرات المجمع الانتخابي الذي سيضم 135 ناخبا لاختيار الحبر الأعظم الجديد. القائمة التالية تستعرض 15 كاردينالا بارزين، موزعين على القارات، ينظر إليهم كأبرز الوجوه لخلافة البابا الراحل.
أشعلت وفاة البابا فرنسيس، الإثنين، حالة الحداد داخل الكنيسة الكاثوليكية، لكنها في الوقت ذاته فتحت الباب أمام سباق لاختيار خليفته.
يصل إلى روما كرادلة العالم للمشاركة في الجنازة، وبينهم 135 كاردينالا لم يبلغوا الثمانين؛ هؤلاء وحدهم يتمتعون بحق التصويت في المجمع الانتخابي الذي سيعقد خلف الأبواب المغلقة بالفاتيكان.
يعتمد مسار الاقتراع السري على حسابات روحانية وسياسية معقدة، ما يجعل أي تكهن بنتيجته ضربا من المجازفة. رغم ذلك، تبرز أسماء تحظى باهتمام الإعلام والمراقبين، نظرا لأدوارها في الدبلوماسية الكنسية، أو لإسهاماتها اللاهوتية والاجتماعية.
تقدم السطور الآتية خمسة عشر وجها مرشحا بخلافة فرنسيس، موزعين جغرافيا؛ علما أن الطريق إلى البابوية كثيرا ما يفاجئ العالم بخيارات من خارج القوائم المعلنة.
أوروبا
بييترو بارولين (إيطاليا، 70)
خبر الدبلوماسي المخضرم أروقة الفاتيكان منذ عقود، حيث شغل منصب وزير الخارجية طوال حبرية فرنسيس تقريبا، فصار الذراع التنفيذية للعلاقات الدولية.
اتكل عليه في اتفاق 2018 مع الصين حول تعيين الأساقفة، كما يعرف تركيبة الكوريا الرومانية بكل تفاصيلها الإدارية والمالية.
ارتباطه الوثيق بشخصية البابا الراحل قد يمنحه دفعة، لكن البعض يرى في قربه من السلطة سلاحا ذا حدين.
بييرباتيستا بيتصابالا (إيطاليا، 60)
حط في القدس عام 1990، فاكتسب خبرة ميدانية نادرة في شؤون الشرق الأوسط. يتقن العبرية والإنكليزية، ويعد أول بطريرك لاتيني يعلن كاردينالا وهو على رأس كرسي القدس.
دعواته المتكررة إلى السلام بعد اندلاع حرب حماس‑إسرائيل جعلت اسمه في الواجهة، ولا سيما بعدما ترأس قداسي الميلاد في غزة والقدس عام 2024.
ماتيو ماريا زوبي (إيطاليا، 69)
يمارس الدبلوماسية والوساطة السياسية، منذ أكثر من ثلاثين عاما.
كان عضوا في جماعة سانت إيجيديو، وعمل وسيطا في الموزمبيق ومبعوثا خاصا للبابا فرنسيس من أجل السلام في أوكرانيا.
يشاهد غالبا متجولا بدراجته الهوائية في بولونيا، فيما يشتهر بخطاباته الداعمة للمهاجرين والمثليين الكاثوليك. يرأس مؤتمر الأساقفة الإيطاليين منذ 2022.
كلاوديو غوجيروتي (إيطاليا، 69)
يتحدث العديد من اللغات، بعد مسيرة دبلوماسية شملت تبليغ رسائل الفاتيكان في جورجيا وأوكرانيا وأرمينيا والمملكة المتحدة.
استدعاه البابا فرنسيس نهاية 2022 لرئاسة دائرة الكنائس الشرقية، مكلفا إياه مواكبة مخاطر الحرب الروسية‑الأوكرانية على المؤمنين في المنطقة.
جان مارك أفلين (فرنسا، 66)
أمضى أفلين المولود في الجزائر معظم حياته في مرسيليا، وهو شخصية رمزية للمدينة الساحلية الواقعة في جنوب فرنسا.
صداقة شخصية ربطته بالبابا فرنسيس منذ كان أسقفا مساعدا عام 2013. يدافع عن الحوار بين الأديان ويشدد على واجب استقبال المهاجرين، متبنيا الكثير من أولويات البابا الراحل.
أندرز أربوريليوس (السويد، 75)
عيّن أربوريليوس عام 2017 كأول كاردينال في السويد، وقد اعتنق الكاثوليكية في الدولة الاسكندنافية ذات الأغلبية البروتستانتية، موطن أحد أكثر المجتمعات علمانية في العالم.
هو أول أسقف كاثوليكي سويدي منذ الإصلاح البروتستانتي ومدافع قوي عن عقيدة الكنيسة، ويعارض خصوصا السماح للنساء بأن يصبحن شمامسة أو مباركة الأزواج من الجنس نفسه.
وعلى غرار البابا فرنسيس، يدعو أربوريليوس إلى الترحيب بالمهاجرين إلى أوروبا.
ماريو غريتش (مالطا، 68)
يدير سينودس الأساقفة، وهي الهيئة التي تجمع المعلومات من الكنائس المحلية حول القضايا الحاسمة بالنسبة إلى الكنيسة، سواء كان وضع المرأة أو الأشخاص المطلقين المتزوجين مجددا وتنقلها إلى البابا.
كان عليه أن يقوم بعملية توازن دقيقة، متبعا نهج البابا فرنسيس في إنشاء كنيسة منفتحة ومتيقظة مع الاعتراف بمخاوف المحافظين.
بيتر إردو (المجر، 72)
إردو خبير في القانون الكنسي ويتحدث سبع لغات، وقد نشر أكثر من 25 كتابا، وهو معروف بانفتاحه على الديانات الأخرى.
لكن علاقاته مع حكومة رئيس الوزراء فيكتور أوربان الذي تتعارض آراؤه المتشددة المناهضة للهجرة مع آراء البابا فرنسيس، كانت موضع تدقيق في الماضي.
يعرف الكاردينال الذي نشأ في ظل الشيوعية بحماسته للتبشير، وهو محافظ في ما يتعلق بقضايا حساسة مثل زواج المثليين والمطلقين الذين يتزوجون مرة ثانية.
جان كلود هولريش (لوكسمبورغ، 67)
يسوعي مثل البابا فرنسيس وأمضى عقدين في اليابان، ما منحه منظورا آسيويا نادرا بين الكرادلة الأوروبيين.
يؤمن بضرورة مواءمة الكنيسة مع التطورات الاجتماعية ويضغط لتفعيل دور الشباب. قربه من البابا الراحل جعله عضوا في مجلس الكرادلة الاستشاري.
آسيا
لويس أنتونيو تاغلي (الفيليبين، 67)
حافظ على لقب “البابا الآسيوي المحتمل” منذ كونكلاف 2013. يتميز بكاريزما ولسان إنكليزي فصيح، ولا يتردد في نقد أخطاء الكنيسة، بما في ذلك ملف الاعتداءات الجنسية على قاصرين. مدافع دائم عن المهمشين، ويحظى بشعبية واسعة في الجنوب العالمي.
تشارلز ماونغ بو (بورما، 76)
عين ماونغ بو، رئيس اتحاد مؤتمرات الأساقفة الآسيويين، كاردينالا من قبل البابا فرنسيس في العام 2015، وهو الكاردينال الأول والوحيد في بلاده.
دعا بو إلى الحوار والمصالحة في بورما التي مزقتها الصراعات، وبعد الانقلاب العسكري عام 2021 ناشد المتظاهرين المعارضين البقاء على نهج اللاعنف.
دافع عن أقلية الروهينغا المسلمة المضطهدة، ووصفها بأنها ضحية “تطهير إتني” وتحدث ضد الاتجار بالبشر الذي يقلب حياة العديد من الشباب البورميين رأسا على عقب.
إفريقيا
بيتر توركسون (غانا، 76)
يعد توركسون واحدا من أكثر الكرادلة الأفارقة تأثيرا في الكنيسة، وكثيرا ما يذكر باعتباره البابا الأسود الأول المحتمل، رغم أنه قال عام 2010 إنه لا يريد المنصب، وأصر على أن أي بابا أسود “سيواجه وقتا عصيبا”.
ويشغل توركسون منصب مستشار الأكاديمية البابوية للعلوم والأكاديمية البابوية للعلوم الاجتماعية.
ويتحدث توركسون المولود في عائلة متواضعة مكونة من 10 أولاد، ست لغات، وقد زار المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس مرات عدة لإقناع قادة الأعمال بمخاطر الاقتصاد الانتقالي.
فريدولين أمبونغو بيسونغو (الكونغو الديموقراطية، 65)
الوحيد من إفريقيا في مجلس الكرادلة المستشارين. لا يخفي رأيه الرافض لبركة الأزواج المثليين، ما أكسبه تأييد المعسكر المحافظ. يؤكد أن “إفريقيا هي مستقبل الكنيسة”، مستندا إلى نمو عدد المؤمنين جنوب الصحراء.
الأمريكيتان
روبرت فرنسيس بريفوست (الولايات المتحدة، 69)
منذ 2023 يرأس مجمع الأساقفة، أي الهيئة المعنية بتعيين الأساقفة الجدد حول العالم.
أمضى سنوات مبشرا في البيرو وهو رئيس أساقفة تشيكلايو في البلد الواقع في أمريكا الجنوبية، كما أنه رئيس اللجنة البابوية لأميركا اللاتينية.
تيموثي دولان (الولايات المتحدة، 75)
لاهوتي محافظ ذو حضور إعلامي لافت. عالج تداعيات فضيحة اعتداء جنسي كبرى في الأبرشية في ميلووكي قبل انتقاله إلى نيويورك.
موقفه الصارم ضد الإجهاض يجعله خيارا مفضلا لتيار يريد عودة الحزم الأخلاقي إلى الصدارة.
أ ف ب