حول العالم

سوريا: الرئاسة تندد بموقف الأكراد وترفض “محاولات فرض واقع تقسيمي” في البلاد

قالت الرئاسة السورية، الأحد، إنها ترفض “أي محاولات لفرض واقع تقسيمي” أو إنشاء كيانات منفصلة في البلاد، مندّدة بمواقف الأكراد غداة مطالبتهم بدولة “ديمقراطية لامركزية” تضمن حقوقهم. وتسيطر الإدارة الذاتية الكردية على مساحات واسعة في شمال سوريا وشرقها تضمّ أبرز حقول النفط والغاز في البلاد.

نددت الرئاسة السورية بموقف الأكراد في البلاد قائلة في بيان الأحد “نرفض بشكل واضح أي محاولات لفرض واقع تقسيمي أو إنشاء كيانات منفصلة تحت مسميات الفيدرالية أو الإدارة الذاتية دون توافق وطني شامل”.

كما شدّدت على أن “وحدة سوريا أرضا وشعبا خط أحمر، وأي تجاوز لذلك يُعد خروجا عن الصف الوطني ومساسا بهوية سوريا الجامعة”.

وجاء موقف الرئاسة غداة مؤتمر نظمته الأحزاب الكردية السورية في شمال شرق سوريا، تبنّت خلاله رؤية سياسية لبناء دولة “ديمقراطية لامركزية” في سوريا، يضمن دستورها حقوق الأكراد ومشاركة المرأة سياسيا وعسكريا، داعية إلى اعتمادها “كأساس للحوار الوطني” مع السلطة الجديدة في دمشق.

“المؤتمر…من أجل وحدة سوريا”
وقال مظلوم عبدي، قائد قوات سوريا الديمقراطية، الذراع العسكري للإدارة الذاتية الكردية، في كلمة ألقاها، “المؤتمر لا يهدف، كما يقول البعض، إلى التقسيم، لا بل على العكس تماما، (يُعقد) من أجل وحدة سوريا”.

وأضاف “نحن مع أن تأخذ كل المكونات السورية حقّها في الدستور لنستطيع بناء سوريا ديمقراطية لامركزية”.

ويذكر أنه بعد الإطاحة بالرئيس بشار الأسد، وقّع الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع وعبدي اتفاقا في 11 مارس، قضى “بدمج” كافة المؤسسات المدنية والعسكرية التابعة للإدارة الذاتية الكردية في إطار الدولة السورية.

وأبدت السلطات الجديدة مرارا قبل توقيع الاتفاق رفضها لأي محاولات تقسيم أو انفصال، في إشارة ضمنية إلى طموحات الأكراد بتكريس الحكم الذاتي الذي بنوه بعد اندلاع النزاع عام 2011.

وإلى ذلك، اعتبرت الرئاسة السورية في بيانها الأحد أن الاتفاق شكّل “خطوة إيجابية نحو التهدئة والانفتاح على حلّ وطني شامل”، لكن “التحركات والتصريحات الصادرة مؤخرا عن قيادة -قسد- والتي تدعو إلى الفيدرالية.. تتعارض بشكل صريح مع مضمون الاتفاق”.

حكومة “لا تعبّر عن التنوع”
ودعت “شركاء الاتفاق، وعلى رأسهم -قسد-، إلى الالتزام الصادق بالاتفاق المبرم وتغليب المصلحة الوطنية العليا على أي حسابات ضيقة أو خارجية”.

وأضاف البيان “نؤكد أن حقوق الإخوة الأكراد، كما جميع مكونات الشعب السوري، مصونة ومحفوظة في إطار الدولة السورية الواحدة”.

هذا، وكانت قد وجّهت الإدارة الذاتية انتقادات حادّة إلى الإعلان الدستوري الذي رعته الرئاسة السورية، ومنح، وفق خبراء، سلطات مطلقة للرئيس في إدارة المرحلة الانتقالية المحددة بخمس سنوات. كما اعترضت على الحكومة التي شكّلها الشرع، وقالت إنها لن تكون معنية بتنفيذ قراراتها، باعتبار أنها “لا تعبّر عن التنوع” في البلاد.

وشكّلت قوات سوريا الديمقراطية رأس حربة في قتال “تنظيم الدولة الإسلامية” وتمكنت من دحره من آخر معاقل سيطرته في البلاد العام 2019.

ويشار إلى أن الإدارة الذاتية الكردية تسيطر على مساحات واسعة في شمال سوريا وشرقها تضمّ أبرز حقول النفط والغاز.

أ ف ب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى